كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
اعتذر الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة بعد محاولات دامت نحو تسعة أشهر، في خطوة من شأنها تعميق أزمات لبنان السياسية والاقتصادية.
وهناك احتمالية أن يقبع أكثر من نصف سكان لبنان تحت خط الفقر بنهاية عام 2021.
وبالتالي ان الأزمة المستفحلة تتحمل مسؤوليتها الطبقة السياسية على صعيد الإخفاقات الاقتصادية
والمالية التي يعيشها لبنان.
منع “سيدر”
وفي هذا السياق، وضع العهد كلّ العراقيل الممكنة من أجل منع تنفيذ مقررات “سيدر” وذلك كي لا يعترف بأنّ المؤتمر انعقد بسبب وجود سعد الحريري، ولا أحد غيره في موقع رئيس مجلس الوزراء.
اذ كشف الفشل اللبناني في السير في سيدر، أنّ لا نيّة لدى العهد في القيام بأية إصلاحات من أي نوع وأنّه أسير الأجندة الوحيدة المفروضة على لبنان وهي الأجندة الإيرانيّة.
ما خربت ما بتعمر
وعلى وقع الاعتذار، نزل الشارع السني في بيروت وعدد من المناطق ليتظاهر ويقطع الطرق بالإطارات المشتعلة، موجها الشتائم إلى عون وباسيل، هاتفين”إذا ما خربت ما بتعمر”.
ومن جهته غرد المنسق العام لتيار المستقبل عبد السلام موسى بقوله: “وقد أعذر من اعتذر” في تحميل مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع ألى عون وباسيل لعرقلتها مهمة الحريري.
خانة الربح والخسارة
في المحصلة، ما يبنى على الباطل هو باطل، بالاشارة الى الرئيس ميشال عون فهو منذ البداية استفاد من الرئيس سعد الحريري للوصول إلى هدفه الرئاسي. لكن أن يُلغي الحريري ليس صواباً، وعليه حان وقت الانتقام ورد الصاع صاعين، ويتبيّن أن رئيس الحريري هو فعلاً في خانة “الرابحين”، رغم أنه دفع ثمناً باهظاً على مستوى شارعه وتياره، ازاء التسوية الرئاسية التدميرية، لكنه اليوم استنهض مجدداً النبض السنّي، التي هتفت سابقاً ضده في ثورة 17 تشرين الاول 2019.
نيرانه ستطال العهد
يرى الشارع السني ان الحريري مظلوماً، وانه فعلاً كان يقدم تشكيلة حكومية من اخصائيين لإنقاذ لبنان ووفق المبادرة الفرنسية. ويبدو انهُ في وضعية الاستعداد للعودة إلى الموقع المعارض الذي لطالما شغله والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. عدا انه الممثل الأقوى للمكون السني في البلاد، وله الكلمة الفصل في هوية شاغل موقع الرئاسة الثالثة. لكن هذا الواقع لا ينفي أن الرجل والمحيطين به يحسنون التقاط الاشارات السياسية الصغيرة والكبيرة، إلى حد تغيير التموضع والانتقال السلس من المعسكر الموالي إلى مقاعد المعارضة، في مرحلة مطبوعة بحماوة شعبية ستطال نيرانها العهد الذي يتحمل تبعات الانهيار الكبير، في صناديق الاقتراع في أيار المقبل.
شادي هيلانة