اعتذر الرئيس سعد الحريري بعد طول انتظار وبعد ان تفاقمت الازمة الحكومية من دون الوصول الى أية نتائج ايجابية، لكن هذا الاعتذار الذي كان متوقعا، فتح الباب امام العديد من الاسئلة اهمها؛ لبنان الى أين؟ وما هو مصير الحكومة بعد اعلان الحريري اعتذاره من قصر بعبدا وفشل كل المبادرات الداخلية والخارجية من أجل الحد من الانهيار عبر تشكيل حكومة.
يبدو ان الازمة في لبنان ستتخذ منحى خطيراً في الايام المقبلة، اذ ان التوترات في بعض المناطق اللبنانية قد تتوسع رقعتها وتخرج عن السيطرة في حال لم تتمكن القوى الامنية من احتوائها، وبحسب مصادر مطلعة، فإن التحركات الحاصلة لا تزال عفوية، حتى اليوم، وتتسم بمزيج من الحراك السياسي والمعيشي في آن معاً. من الواضح ان رئيس الجمهورية ميشال عون، ورغم ملامح الفوضى التي باتت تطل برأسها، لا يبدو مستعجلا للدعوة الى استشارات نيابية ملزمة، بل سينتظر الاستشارات السياسية من اجل التوافق على اسم رئيس حكومة جديد، علما ان الحريري اكد في مقابلته مساء امس انه لن يسمّي اية شخصية لتشكيل الحكومة.
ووفق المصادر، فإن ثمة خلاف، ولو بسيط، بين رئيس الجمهورية و “حزب الله” اذ قد يرغب عون بالذهاب نحو تكليف رئيس جديد بشكل سريع، لكن “حزب الله” سيكون اكثر حذراً في محاولة لعدم استفزاز الحريري وعدم الذهاب في خطوات تصعيدية في ظل الانفلات الحاصل في الشارع..وتقول المصادر بأن عهد الرئيس عون سيعمل على استغلال اعتذار الحريري من اجل الاستمرار بالامساك بالسلطة وإظهار ان رئاسة الجمهورية قادرة على القيام بمهام السلطة التنفيذية، ومع غياب حكومة تصريف الاعمال وعدم نضوج اي تسوية تؤدي الى تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي فإن العهد سيذهب نحو محاولة اعادة تشكيل السلطة عبر اختيار اسم يدين لعون بالولاء بشكل مرضي، لكن هنا يبقى السؤال الاساسي؛ ترى هل يستطيع العهد القيام بهذه الخطوة من دون رضى حزب الله ودعم حلفائه؟
بيروت نيوز