بعد انقطاع طويل، قدم الرئيس سعد الحريري تشكيلة حكومية الى الرئيس ميشال عون، لكن اللافت ان هذه التشكيلة، وبحسب مصادر بعبدا، جاءت بالكامل من اختيار الحريري، اذ تجاوز الكثير من الاتفاقات السابقة التي حصلت في اطار المفاوضات.
وبحسب المصادر نفسها، فان الحريري قدم تشكيلة كي ترفض، لانه اخذ قراره بالاعتذار ولا يرغب بأن يتحمل مسؤولية الفشل لوحده فأراد رمي كرة النار بإتجاه القصر الجمهوري قبل ساعات من مقابلته التلفزيونية .
وتقول المصادر ان من المرجح ان لا يلتزم الرئيس ميشال عون بالمهلة التي اعطاها له الحريري، اي ٢٤ ساعة كي يعطي اجابة نهائية بالموافقة او برفض التشكيلة الحكومية وبالتالي فإن الحريري سيجري مقابلته التلفزيونية من دون ان يحصل على اجابة شافية من الرئيس.
وتعتبر المصادر انه حتى في حال قرر الرئيس عون اعطاء اجابة للحريري، فلن تكون الرفض، والا كان ابلغه بهذا الجواب خلال اجتماعه به، بل ان الرئيس ميشال عون قد يعلن بان التشكيلة بحاجة لبعض التعديلات وبعض المشاورات الاضافية.
وفي هذا الاطار ترى اوساط سياسية متابعة ان عون بهذه الطريقة، سيحرج الحريري، اولا لانه سيسحب منه حجة الاعتذار خلال مقابلته التلفزيونية، وثانيا سيخرج نفسه من دائرة الاتهام الاعلامي بأنه المعطل الاساسي لعملية التشكيل.
من هنا يبدو ان الرئيسين عون والحريري يستمران بالمناورة السياسية والاعلامية وان بطرق مختلفة، لكن من المستبعد ان يمرر الحريري مقابلته التلفزيونية من دون مواقف تصعيدية، اذ ان بعض المطلعين يؤكدون انه سيعتذر حتى لو لم يحصل على جواب من عون.
وتلفت المصادر الى ان الحريري اخذ قراره ان تكون مقابلته التلفزيونية تصعيدية، وبالتالي فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، وان الاجواء التي ستسرب من قصر بعبدا قبل المقابلة سيكون لها دلالة كبيرة عما ستؤول اليه التطورات الحكومية.
لبنان 24