كتب شادي هيلانة في سكوبات عالمية :
تكمن مخاوف حزب الله في أن أي محاولة لوقف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان عبر خارطة طريق دولية سيصعب من استخدام سطوته ومن خلفه إيران الورقة اللبنانية على طاولة اي طاولة للمفاوضات.
وهذا يعني، أن ايران لن تترك فرصة إلا وستسعى من خلالها لإبقاء لبنان ضمن دائرة نفوذها ولو كلف ذلك فقر اللبنانيين وتجويعهم وانهيار البلاد كما هو حاصل الآن.
وهنا تشخيص لمنطقة الخوف التي تسكن حزب الله، بين الخوف من الأصوات الحرة وتململ الحاضنة، وبين الخوف من قرار للعدو الإسرائيلي بتدمير بنية الحزب استباقاً لأي اتفاق نووي تقدم عليه الإدارة الأمريكية مع إيران والذي لم يتم بعد.
اما على الساحة الداخلية، يقلق الحزب من هذا التجييش ضده وسلاحه وصلت تأثيراتها الى الشارع البرتقالي، خصوصا أولئك الذين كانوا يدعون الى إعادة النظر في تفاهم مار مخايل، وغيرهم من الرافضين لسلاحه، والغاضبين عليه لكونه لم ينصر تيارهم في معركته ضد بري والحريري، وأيضا أولئك الذين يحملونه مسؤولية الفشل في بناء الدولة.
وعليه، لا يفرّ من استحقاق الانتخابات الا من لا تناسبه نتائجها وهذا ما عمد اليه الحزب برفضه الانتخابات النيابية المبكرة، وهو مدرك تمام الادراك ان حليفه العوني على تراجع حادّ شعبياً مما يخسره الشارع المسيحي، ويبقى وحيداً في مواجهة الكل وسيفعل كل شيء للحفاظ على شرعنة سلاحه، ولهذه الغاية، نرى مثلاً القوى المعارضة من القوات اللبنانية الى الكتائب مروراً بكل مجموعات الثورة والمجتمع المدني، تستعجله وتطالب بإجرائه اليوم قبل الغد، ذلك انها “مرتاحة” الى ما يمكن ان تحققه خلاله من سكورات وارقام.
في المحصلة، يرى المراقبون ان انتخابات 2022 النيابية ستكون على المحك والمواجهة صعبة للغاية من حيث إعادة ترتيب التوازنات الداخلية، فمن سيتجرأ الى تعطيلها في زمن الخسارات السياسية والانهيار؟
المصدر :سكوبات عالمية – شادي هيلانة