كتبت نوال العبدالله في سكوبات عالمية:
في دولة عمّ الفساد و النهب فيها، حتّى أعلنت إفلاسها على الملأ. ولم يَعُدْ للدولة هيبة تفرضها على الشعب. وذلك لأنّه لم يَعُدْ يخفى على الشعب اللبناني من كان السبب في وصول لبنان لهذه المرحلة.
في لبنان، أصبح الجميع مسؤول عن هذا الوضع. فالشعب هو السبب في وصول هذه السلطة إلى مناصبهم. والسلطة هي المسؤولة الوحيدة عن النهب و الفساد. الجميع دون إستثناء قضى على لبنان.
مَن مِنّا لا يذكر وعود السياسيين في الإنتخابات.
مَن مِنّا لا يذكر تفجير مرفأ بيروت.
مَن مِنّا أراد حياةً كريمة و لم يجدها في لبنان.
وما تزال الأحزاب حتّى يومنا هذا تتحكم بجميع أوصال لبنان.
أحزاب أوصلت من يريدون إلى سدّة رئاسة الجمهورية، وحتّى النواب و رؤساء الحكومات. مع العلم، أنّ جميعهم كانوا سبب الجحيم الّذي نعيشه.
وإذا أردنا أن نتوسّع بالحديث، نَجِدُ أنّ النواب لم يتغيّروا في المجلس، سوى أنّ البعض سلّم منصبه إلى إبنه، وكأنّ المجلس ميراث عائلي فقط لنوابه، فَيَتَوارثُ الابن عن أبيه منصبه كـنائب. والشعب ينتخبهم عسى أن يكونوا أفضل من آبائهم، أو حتّى يعتبرون بأنّهم الأمل الوحيد للبنان.
أمّا الوزارات فهي حصص تتوزّع على الأحزاب، ويكون بعض هذه الوزارات دائماً لتيارات وأحزاب معيّنة ويُمْنَعْ أن تكون لغيرهم. فـعلى سبيل المثال: وزارة الطاقة الّتي هي ملك للتيار الوطني الحر، على الرغم من أنّهم هم من نهبوها إلّا أنّهم ما يزالون مصرّين أن تكون لهم وليس لسواهم، حتّى لو كان حليفهم، والجميع يعلم أنّ نصف الدين العام سببه وزراء الطاقة الّذين تسلموا الوزارة.
أمّا رئاسة الجمهورية فأصبحت منذ بداية هذا العهد تمتلك ما يسمّى الفريق الرئاسي ومن أهم أعضائه النائب جبران باسيل، الّذي أصبح هو الرئيس بالنيابة عن رئيس الجمهورية، فأصبح يسرح و يمرح دون أن يلتفت الرئيس ميشال عون إلى هذه الآفة أو الكارثة الّتي دخل بها لبنان بسبب فريقه الرئاسي.
الفساد عمّ لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه. ففي الشمال، أصبحنا نرى الصهاريج و الباصات المحملة بالمواد الغذائية أو حتّى بالمحروقات وكلّها معدّة للتهريب إلى سوريا. فأصبحت حدود لبنان الشمالي معابر لتهريب كل مقوّمات الحياة للشعب اللبناني الّذي فقد العمل بحياةٍ كريمة.
أمّا في الجنوب، فكل تحرّك شعبي يقوم به الشعب تأتي الأحزاب محاولة أن تتغلغل بينهم و تفتعل أعمال شغب، وكما هو الحال في طرابلس و بعض المناطق اللبنانية.
وأصبحنا نتساءل: أين أصبحت هيبة الدولة؟ أين أصبحت وعودهم بالإصلاح والتغيير؟ أين أصبح لبنان في كل هذه الفوضى الّتي تعمّه؟
المصدر سكوبات عالمية- نوال العبدالله