كتب محمد ناصرالدين في سكوبات عالمية:
هي مطلع أغنية شهيرة، هي مثلٌ شعبي ينطبق على الذي يكذب و يكذب حتى يَثْمَل المستمعون كذبه. هو أصدق الأمثال التي تنطبق على “ساسة لبنان” الذين يفتشون عن الكذب كم تبحث الطيور أقواتها. أعيُنُهُم لا ترقد إلى الوسائد إلاّ و جعبتهم مليئة بأكاذيب هنا و وعود هناك .
إرثهم إرث حقير، فاض نسلهم بالكذِب، لا يُخطىء الإبن أبيه في حقارته. و كأن السياسة هنا هي إرثٌ، حُرِمَ منها الصادقون.
نسلط الضوء دوماً على المرابطين على السلطة التنفيذية، لكن أي النواب من كل هذا الخراب في وطننا؟
يدخلون معترك الانتخابات و اصواتهم تجهر بالوعود، تظن صدقهم و ثقتهم تعانق السماء. تنهمل الوعود على الناس الصمّاء حتى يظن أن “أيام اللولو” قادمة لا محالة. يتقنون فنون الكذب و كأنهم خريجي كليات كذب و نفاق.
خراب خلفته الطائفية و المحاصصة. لكن أين وعود الكتل عشية كل عرس ديمقراطي. ماذا تحقق منها؟
لبنان القوي؟
أين وعودكم بلبنان يعكس نوره حتى السماء، أين وعودكم ببلد لا يكترث للشمس إن غابت أو أشرقت . فلياليه مُشِّعة كبَريق نهاره. أين وعودكم بسيادة لا تنتقص و جمهورية قوية. فما رأينا سوى وطن ذليل. كل لياليه باهتة. تتقاسم سيادته ميليشيات طائفية. فأضحى العهد القوي هشّاً، تتآكل منه الأزمات و الإنتكاسات.
الخرزة الزرقاء؟
ظنناه للوهلة الأولى شعاراً لتفادي الحسد و الغيرة من لبنان الجديد، لبنان الذي رسموه في مخيلتنا عشية الانتخابات. و لكن ما حاجتنا لخرزة زرقاء و لبنان في الحقيقة مثير للشفقة. أين وعود برنامجكم بلبنان المنتج و ليرة متعافية؟ أين وعودكم بحل ملف النازحين؟ . و رئيسكم أسعد الحكومة بإقامته فيها لفترات ملحوظة.
الوفاء للمقاومة؟
اعتدنا أن يزج البعض إسم المقاومة بكل شاردة و واردة. بكل فراغ و عظيم. اعتدنا نجاحهم بإسم المقاومة و اخفاقهم بالاسم نفسه. فرفعوا إسم المقاومة في انتخابات الوطن و كأنهم يخوضوا الإنتخابات ضد قريش!
يُشكر الحامي لوطن من ميلاده و حتى شتاته. لكن أي الشعار الذي غصّت به الطرقات و الشوارع “نحمي و نبني”؟ لقد هدمّتم انجازات سنين يوم أسلفتم الوطن لعهد ٍ قيل أنه قوي!
بعلبك الهرمل (التي تخلو من أي منافس لكم) تبللت بهفواتكم و كذبكم.4 مواسم انتخابية و انتم تلعبون على حلم الشباب بجامعة لأبنائها ؟ أين الجامعة؟ ربما الوعي و العلم قد ينتشل الغشاوة عن عيون كتيرين فيكتشفوا نفاقكم!
الجمهورية القوية؟
قوة الوطن من قوة أبناءه. جمهوربة منشودة، رفعتم شعارها و أسرفتم بمغازلتها. لكنكم دفنتموها في ذلك الاتفاق، يوم خطّت معراب الدرب لرئيس طائفي. أدخل لبنان عهداً قوياً بأزماته. شعاركم كان باهتاً و انتم توقعون على اتفاق أجحف بحق الوطن و مسيحييه بحجة حقوقهم!
ندُر من صدق في هذا الوطن. و ما ازداد الكذِب إلا لقلة الصامتين عن رفضه. فمن رعى الكذب حصد نفاقاً. و كل نفاق خِتامه هلاك! فاستمتعوا بهلاككم “أيها الشعب الأصمّ” !