ظهر خلال الساعات الماضية ان التصعيد السياسي سيصل الى ذروته بين طرفي الكباش الحكومي، الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل من جهة، والرئيس مكلف سعد الحريري والرئيس نبيه بري من جهة اخرى…
رأت بعض الأوساط السياسية في كثرة الأحاديث التي أدلى بها في الأيام الأخيرة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل (ثلاثة أحاديث في ثلاثة ايام) نوعًا من محاولات الهروب إلى الأمام، والمزيد من كيل الإتهامات للآخرين والظهور بمظهر المسهّل لتشكيل الحكومة وقذف الكرة الحكومية إلى ملعب الرئيس المكّلف سعد الحريري.
ولم تستبعد هذه الأوساط، التي قرأت جيدًا ما بين سطور مواقف باسيل، أن يكون وراء كثرة هذه الأحاديث أمرًا مخفّيًا، أو تحضيرًا لمرحلة جديدة، على رغم ما حوته تلك المواقف من تناقضات واضحة.
أما حرب البيانات التصعيدية توحي بأن الوساطات التي كانت تحصل بين الاطراف انتهت ولم تعد موجودة، وان بداية مرحلة سياسية جديدة اصبحت قاب قوسين او ادنى، ولعل عنوانها سيكون “اعتذار الرئيس سعد الحريري”.
وقالت المصادر ان الحريري قد يتجه الى رفع السقف السياسي في الايام القليلة المقبلة من اجل تحصين نفسه سياسيا وشعبيا قبل التوجه للاعتذار، وهذا ما سيحضر ارضية مناسبة لا يظهر فيها بمظهر الضعيف.
واعتبرت المصادر ان الحريري يرغب قبل الاعتذار، بأن يحمّل مسؤولية الفشل للعهد وتحديدا للوزير جبران باسيل، وهذا ما بدأ التحضير له من خلال البيان الاخير الذي رد به تيار “المستقبل” على تصريحات باسيل، والذي سيستكمل في مقابلته التلفزيونية المتوقعة..
ورأت المصادر ان الهم الثاني للحريري الا يظهر عون وباسيل بمظهر المنتصر ، والا يظهر هو بمظهر الضعيف، لذلك فقد يرفع السقف السياسي كثيرا ويقطع خطوط العودة، ما سيوحي بأنه اختار الاعتذار في توقيته هو وليس وفق توقيت باسيل.
وهكذا بدأت مرحلة جديدة قد لا تستطيع فيها القوى السياسية اختيار رئيس حكومة جديد، خصوصا اذا قرر الحريري عدم تسمية بديل عنه، وبالتالي فإن الانهيار سيستمر بالوتيرة ذاتها من دون ان يكون الحريري في الواجهة.
من هنا السؤال الاساسي، هل سيتمكن الرئيس ميشال عون من ادارة المرحلة المقبلة سياسياً، والاستفادة من اعتذار الحريري وتحويله الى فرصة للذهاب بعيدا؟ ام ان الحلفاء سيكون لديهم رأي اخر؟