عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين، ردّ عبر “الأنباء” الإلكترونية على باسيل بكلامٍ من العيار الثقيل متهماً إياه بالقيام بحملة نفاق وافتراء ويحاول إلصاقها زوراً بالآخرين عندما يواجَه بالحقيقة وبسرقة المال العام، فهو يريد التنصّل من كل السوء الذي اقترفه وجلبه على البلد، مستغرباً عدم حياء باسيل من الظروف التي يمرّ بها لبنان واللبنانيّين، فالناس يهمها كيف تؤمن لعائلاتها الخبز والمواد الغذائية، فهم يقفون طوابير أمام محطات الوقود وباسيل منشغل بعقد المؤتمرات الصحافية ليقول للناس إنّه بريء فيما هم يعرفونه على حقيقته، فهو رجل مريض ويستغل ظروف حزب الله لتنفيذ مخطّطه بتخريب البلد.
بسرعة قياسية بدد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مفاعيل” محاضرة العفاف” التي كان اطل بها قبل ثلاثة ايام، والتي “لم يقبضها احد” اصلا، فشن بالامس هجوما مباغتا على الرئيس المكلف سعد الحريري، في محاولة متجددة لتطفيشه.
اما رد تيار المستقبل فلم يكن اقل حدة، وبدا ان “حفلة الردح” بين الجانبين بمفردات النحر والذبح والمسالخ ومستنقع الازمة، خارج سياق هموم اللبنانيين الغارقين في اسوأ ازمة، فلم يعد يعنيهم صراع فريقين “اختزلا” الرئاسة والحكومة عندما كانا على وئام، ويدفع اللبنانيون اليوم، بالدرجة الاولى، ثمن خلافهما.
ومَنْ يتابع مواقع التواصل الاجتماعي يصاب بالغثيان والقرف من حجم السجال السوقي والضخ الطائفي المقيت بين جمهوري الفريقين، وكأن ازمة الرغيف بالحد الادنى لم تدفع اهل الوطن الواحد الى التوّحد لمواجهتها. والمضحك المبكي في هذه “السجالية الافتراضية” حديث البعض عن هيبة رئاسة الجمهورية ومقام الرئاسة، وقد تناسى هذا البعض ان الحُكمَ الصالح يجمع اللبنانيين ويوّحد في ما بينهم، وانّ مّن بشّر اللبنانيين بالوصول الى جهنم، يقف اليوم متفرّجا على شعب يذل ويهان ويُستنزَف الى حد الموت، ولكن المهم بنظره ونظر مناصريه” ان حقوق المسيحيين محفوظة واستعادوها كلها” ولكن في المهجر
انها مشهدية مؤلمة تستعيد قصة ملك “ناطورة المفاتيح” الرحبانية، الذي هجر شعبه حاملا معه “فقرو وتعاستو” كما تقول زاد الخير(فيروز) للملك. ومَن بقي في ارض الوطن حمل مفاتيح ابواب الغيّاب ووقف في طوابير الذل اليومية، ينتظر الفرج الاتي.
وبالعودة الى المشهدية السياسية بات واضحا ان المعطيات الخارجية المتمثلة بالدخول المصري والفرنسي المستجد على خط الاتصالات الحكومية، باغتت العهد وباسيل واربكت خطته ، لا سيما في ضوء الاجواء التي تشير الى عزم الحريري تقديم تشكيلة حكومية جديدة لعون قبل حسم موقفه النهائي.
وكان باسيل شنّ هجوما مفاجئا امس على الحريري فقال “على رئيس الحكومة المكلف تخطي المشكلات الخارجية حتى نلاقيه ، ونحن لن نختار يوما الخارج على حساب الداخل ، ولكن اذا كان كل ما قمنا به غير كاف بالنسبة اليه لتذليل المشكلة الخارجية «ومقرر يعتذر» فلماذا يقوم بذبح البلد ويسهم في نزيفه اكثر فاكثر ؟ ومن اراد حرق العهد انما حرق البلاد باكملها».
واشار باسيل الى انه « اذا اردنا ان ننتظر هوى رئيس الحكومة المكلف نكون نتفرج على النحر اليومي للبنان اكان في موضوع الادوية او المحروقات او غيرها».
في المقابل كان رد تيار المستقبل على الوزن ذاته فقال” ان باسيل يتحدث عن النحر اليومي للبنان، ويوجه تهمة النحر للرئيس الحريري ، وتغيب عن عبقريته السياسية ان المسلخ الوطني مقره الرئيسي في بعبدا “
اضاف” فمن اين لجبران هذا التجرؤ على الحقيقة عندما يقول انه ذلل كل عقبات التاليف فيما القاصي والداني من اصحاب المبادرات يشيرون اليه باصابع الاتهام بالتعطيل من الداخل والخارج ؟ مسكين جبران وقع الشاب ضحية لسانه واوقع معه العهد القوي في مستنقع لا نجاة منه”.