كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
المشهد في لبنان غير قابل للتصديق، جميع من في السلطة يقرّ بأنّ لبنان بات على وشك الانهيار الشامل، وأن المدة الفاصلة لا تتجاوز الاسابيع المعدودة، ولكن في الوقت نفسه لا وجود لأي معالجات جدّية او خطة طوارئ انقاذية، بل ما يشبه الاستسلام الكامل للحظة الإرتطام. فمقولة لبنان ليس بخير، لم يعد مجرد هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أصبحت حقيقة بعد أزمة اقتصادية طاحنة.
اللبناني مخدّر
ويشعر اللبناني في كل ما يجري أنه في معتقل كبير اسمه لبنان، وما خدّر اللبنانيين واختزل وجودهم بالتكيف مع الأوضاع. فكيف سنقاوم هذا الاستعباد؟ وكيف ننجو؟
فصارت خبطات الممسكين بالسلطة كجرعات تعذيب متصاعدة؛ فقط لتذكيره انه موجود، كي يتألّم. لكن الألم وحده لا يكفي.
وفي الموازاة يتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار بطريقة درماتيكية، حيث وصل على عتبة ال 20000 ليرة، وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، وارتفع معدل البطالة، فيما يشترط المجتمع الدولي على السلطات تنفيذ إصلاحات ملحة لتحصل البلاد على دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة الانهيار.
خارجون عن القانون
ففي انتظار أن تتكشف طبيعة اللقاءات التي عقدتها شيا وغريو في السعودية، والتي وضعتْها الأولى تحت سقف البحث في خطورة الوضع في لبنان، وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني وزيادة الدعم للجيش.
وعلى وقع إعلان الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن على القادة اللبنانيين إظهار ليونة لتشكيل حكومة تطبق إصلاحات لإنقاذ الاقتصاد المتدهور، فإن أوساطاً مطلعة اعتبرت في حديثها الى موقع “سكوبات عالمية” أنه وبصرف النظر عن مآلات هذا الحِراك فإن السابقة الديبلوماسية في العلاقات بين الدول التي شكّلها قيام سفيرتين بزيارةِ بلدٍ ثالث لبحث أزمة البلد المعتمدتيْن فيه لها أبعادٌ بارزة لجهة نزع الاعتراف ضمناً بشرعية السلطة في لبنان كامتداد لإشاراتٍ غربية متلاحقة إلى أن التعاطي مع غالبية الطبقة السياسية بات على قاعدة أنها أشبه بـ “خارجة على القانون”.
وكشفت المصادر، انّ المملكة لا تزال ترفض القيام بأي خطوة تجاه لبنان، لأنها تعتبره ساقطاً في يد حزب الله، وهي الرافضة قطعاً للرئيس المكلف سعد الحريري في وقتٍ ينتظر شيا وغريو لكي يبني على الشيء ومقتضاه في موضوع الاعتذار او عدمه.
شادي هيلانة