تقول مصادر بيت الوسط، انّ الرئيس الحريري سئم من المراوحة والتعطيل المتعمد من اركان فريق رئيس الجمهورية، وتؤكد انهُ لن يحمل كرة النار ويكون شاهد زور على انهيار البلد، وهو ليس بوارد طرح فكرة إختيار أي بديل.
شادي هيلانة في وكالة “أخبار اليوم”:
جاء تكليف الرئيس سعد الحريري في ظل الضغوط السياسية التي مارسها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهو الذي منح القوى السياسية في 27 ايلول 2020 مهلة من أربعة إلى ستة أسابيع لتشكيل حكومة “مَهَمة” من الاختصاصيين المستقلين، وأرفق ذلك باتهامه للطبقة السياسية بـ”الخيانة الجماعية”.
جاءت عائقاً
وفي حين لم تشكل هذه الحكومة، شهدت الأجواء السياسية حالة من الشك والغموض، خصوصاً من خلال محاولات الرئيس ميشال عون وتياره فرض معاييرهم على الرئيس المكلف بدءاً من البدعة العونية الباحثة عن التأليف قبل التكليف، مرورا بمطالب الرئيس عون وتياره بتسمية الوزراء المسيحيين، وصولا الى شرط ان يكون لهم “الثلث المعطّل” داخل مجلس الوزراء، بحيث يمكّنهم ذلك من التحكّم بقرارات المجلس وبمصير الحكومة، جاءت عائقاً أمام تشكيل الحكومة المنتظرة.
ساعة كارثية
ومنذ انتشار الأنباء عن احتمال اعتذار الحريري، بدأ الحديث في الإعلام والكواليس عن السيناريوهات المتوقعة لما بعد ذلك؛ ومن هي الشخصية السُّنية التي ستتولى هذه المهمة، لا سيما مع وجود ما بات يشبه العرف في السنوات الاخيرة عن ضرورة أنّ يتولى الزعيم القوي في طائفته هذا المنصب، على غرار الطائفة المسيحية في رئاسة الجمهورية والشيعية في رئاسة البرلمان.
وفي انتظار عودة السفيرة الفرنسية آن غريو والاميركية دوروثي شيا من السعودية لحسم الملف الحكومي، تقول مصادر بيت الوسط، انّ الرئيس الحريري سئم من المراوحة والتعطيل المتعمد من اركان فريق رئيس الجمهورية، وتؤكد انهُ لن يحمل كرة النار ويكون شاهد زور على انهيار البلد، وهو ليس بوارد طرح فكرة إختيار أي بديل.
وبالتالي، فان موقف الحريري هذا يؤشر الى دخول لبنان في مرحلة مجهولة اكثر حدّة، وانطلاقا من ذلك ستكون ساعة إعلان الإعتذار كارثية.
باعوا انفسهم
ومعلوم هنا انه عندما تفقد الدولة السيطرة على الوضع وعلى استعادة التحّكم بالسعر، في ظل الحكومة معطلة بشكل تام، فستحل مكانها “السوق السوداء” بشكل اوضح وهي اساسا متحكمة راهنا بالبلاد والعباد. وإذا حاولت الدولة تخفيف انهيار سعر الليرة بقرارات إدارية فقط دون ان تضرب بيد من حديد، عندها تنشط السوق الموازية الرديفة أو السوق السوداء التي تتشكّل من صرافين يعملون في الخفاء، هم الذين “اصبحوا اسياد السلطة التنفذية ويعملون كما يحلو لهم”.
ولم الاستغراب عند الكلام عن سوق سوداء- “سوداء” الى حد النخاسة- فنحن في لبنان تماماً كالعبيد نُباع ونُشترى من قبل حفنة من السياسيين والمافيويين الذين يحكمون البلد؟
وقد بلغ السوء ببعض اللبنانيين الى درجة انهم ارتضوا أنّ يبيعوا أنفسهم، مقابل مبالغ زهيدة، وخدمة رخيصة، فصاروا رهينة الزعيم الذي يستغل فقرهم وعوزهم الى أبعد ما يمكن حتّى يوم القيامة.