كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
في ظل الغضب الشعبي العارم على أداء الطبقة السياسية، وعلى وقع السجالات والاتهامات التي تجري، على أعلى مستوى للسلطة في البلاد، لاسيما بين رئيسي الجمهورية والحكومة (العماد ميشال عون وسعد الحريري)، والتي تعكس حالة من الانفصال المأساوي عن هموم الناس، الذين يكافحون من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهم، بينما السياسيون يعيشون حياة رغيدة غير آبهين بالمشاكل الاقتصادية، في وقتٍ يحلّق فيه سعر صرف الدولار الاميركي عاليا، مخترقا حاجز الثمانية عشرة ألف ليرة.
وعلى صعيد متوازٍ لثالث اسوأ ازمة عالمياً منذ القرن التاسع عشر، تحسست القوى الغربية مدى خطورة الوضع اللبناني، والتي لفت اليها وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان مراراً وتكراراً، في تعبيره، على انّ المجموعة الدولية تراقب بقلق الوضع المتدهور في لبنان، وعن الضغوط التي تحاول فرنسا ممارستها منذ أشهر على القادة اللبنانيين لكي يشكلوا حكومة لكن بدون نجاح حتى الآن.
الكرملين: اللقاحات الروسية فعالة حتى ضد السلالات المتحورةالكرملين: اللقاحات الروسية فعالة حتى ضد السلالات المتحورة وقفة لأهالي ضحايا انفجار المرفأ أمام قصر عدل بيروت وقفة لأهالي ضحايا انفجار المرفأ أمام قصر عدل بيروت
فأمام هذا التقاعس الداخلي، اعلنت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا انها ستغادر إلى المملكة العربية السعودية برفقة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، لحث المسؤولين السعوديين على ضرورة مساعدة لبنان بعدما لمستا خطورة الوضع بحكم وجودهما عملياً على ارض الواقع، واهم ما ستبحثا فيه، تسريع تشكيل حكومة وإجراء اصلاحات ضرورية وملحّة لسحب لبنان من القعر الجهنمي.
علوش
وتعليقا على سفر السفيرتين الى الرياض، اكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم”، انّ شيّا وغريو مهتمتان بالشأن اللبناني، وتحاولان إعادة المملكة السعودية كعامل فاعل على الساحة اللبنانية على كافة المستويات، لافتاً، الى انّ هدف الزيارة مساعدة الشعب اللبناني والقوى الأمنية على الصمود امام الازمة الرازحة.
واذ اعتبر انّ المباحثات التي ستجريها شيّا وغريو في المملكة سيتطرق الى كيفية خلق مخرج للأزمة الحكومي، قال علوش – ردا على سؤال- لربما هناك مشكلة سعودية مع الرئيس المكلف سعد الحريري لأمور خاصة بحت، موضحاً ان السعودية بالدرجة الأولى لا تريد التدخل بالشأن اللبناني الامر الذي المحت اليه مراراً سابقا. واضاف: اما اليوم فاصبحت الحاجة ملحّة لتقدم دعمها، خاصة ان المجتمع السُّني اصبح الأكثر هشاشة وضعفاً في المكون اللبناني وبات يشعر بالغبن، لافتا الى انّ عودة الحريري على رأس السلطة الإجرائية، تطمئن الشارع السُّني بشكل خاص.
وختم، مشدداً على ان القاعدة الاساس للحل، هي بتخلي رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل عن الثلث المعطل، مع العلم انهما لغاية الساعة يصران عليه.
ازمة دولية معقدة
في الخلاصة، انّ الازمة حتماً داخلية في لبنان والاحتمالات كبيرة لانهيار الدولة، مما يجعلهُ مرشحاً قوياً ليكون مجدداً ملعباً واسع النطاق للتنافس الإقليمي والدولي. وهذا قد يحولهُ لاحقاً من بلد متأزم اقتصادياً الى ازمة دولية معقدة يستلزم حلها وقت طويل من الزمن.
