كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
الحكومة كلعبة الأولاد الصغار… اعتذار او لا اعتذار؟
هل الرئيس سعد الحريري جادّ في مهمة التكليف، أم أنه يناور لتمرير الوقت، بهدف التخلص من عبء قرار إلغاء الدعم عن السلع الأساسية الذي سيفتح باب الانهيار الكبير؟
وبالتالي لو سمع الدعوة الصريحة والمباشرة لصديقه وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، طالباً منهُ وقتذاك (في مطلع العام الجاري) الاعتذار عن استكمال مهمّته، لكان ترك فريق العهد ليتدبّر أمره بنفسه مع حلفائه، وعلى رأسهم “حزب الله”.
وبين الاعتذار واللا اعتذار، يبدو أنّ الحريري ملّ لعبة تسمية الوكلاء، منتظراً ببرودة تامة الظرف الخارجي واللحظة الداخلية لتحسين شروط تفاوضه على استعادة رئاسة الحكومة، وسط ضيق الخيارات والوقت أمام الآخرين الذين لا يملك أي منهم بديلاً مكتمل المواصفات والحظوظ.
رئيس الجمهورية يلتقي وزير الخارجية القطريرئيس الجمهورية يلتقي وزير الخارجية القطريوصول وزير خارجية قطر الى مطار رفيق الحريري الدوليوصول وزير خارجية قطر الى مطار رفيق الحريري الدولي لكن السؤال هنا، من يضع العصا في الدواليب؟
في إطار هذا التعطيل وعدم تمكن باريس من التأثير على مجريات الأحداث اللبنانية كما يجب، وصد السعودية ابوابها ونوفذها امام الرئيس المكلف، اكمل الحريري جولته نحو دول الخليج، ولعله يفهم أهمية وجود دور خليجي في لبنان، لتحقيق نوع من التوازن في مواجهة التوغل الإيراني بلبنان، خصوصاً أن قطر لم تقطع المساعدات عن لبنان طيلة الفترة الماضية، مع سعي الحريري لحصد دعم الامارات أيضاً، لا سيما انه حصد دعماً اميركياً وفرنسياً ولكنه بقي “مُفرملا” سعودياً .
وهنا، تكشف مصادر متابعة لوكالة اخبار اليوم، “انّ هناك نوعاً من التزخيم لدور قطر في دخولها على خط تشكيل حكومة لبنانية (من خلال زيارة وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت)، لاسيما بعد اعادة هيبتها اقليمياً بفعل تصالحها مع المملكة السعودية”، مشيرة الى “انّ الدوحة ستتدخل بقوة لدى جارتها الرياض من اجل الحصول على “green card” (بطاقة خضراء) تسمح للحريري بدخول ارض المملكة مجدداً، وبالتالي ان هذا السيناريو اذا صحّ، سينعكس إيجاباً على الأجواء الحكومية وعلى الساحة اللبنانية المعروفة بتفاعلها الشديد مع محيطها العربي” .
وتلفت المصادر عينها الى ان الجهود الفرنسية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحقيق خرق لصالح الحريري بقيت رمادية، في حين أنّ موقف الرياض معروف من حزب الله وسياسته الهجومية والعدائية تجاهها.
وانطلاقاً من هنا، تعتبر “انّ الوقت دخل حيّز الترقب، والعين على دولة قطر في شحد الهِمم والدعم العربي الانقاذي للبنان، والذي لنّ يكتمل ما لم تقل المملكة كلمتها في هذا الشأن، وتقفل الباب أمام التأويلات والتحليلات التي تأخذ مداها داخلياً”.
في الختام، تأمل المصادر نجاح الدوحة في مهمتها التي اوكلتها لنفسها، وان لا تقع عند اول مطب، كما حصل مع واشنطن وباريس، وكذلك القاهرة وموسكو وآخرها أنقرة في حلّ “شيفرة” حكومة لبنان؟!