كتبت إيفانا الخوري في “السياسة”:
في بلد الأزمات هذا، تحاصرنا العتمة من كلّ حدب وصوب. وعلى الرغم من أنّ الوضع ذاته ينطبق على مستقبل المواطنين في لبنان، إلّا أنّ الحديث يتناول وضع الكهرباء والتقنين القاسي الذي تمارسه مولدات “الاشتراك” في ظلّ عدم قدرة شركة كهرباء لبنان على تخفيف تقنينها وزيادة ساعات التغذية.
وأمام هذا الوضع، يبحث الجميع عن بصيص نور وبأقلّ تكلفة حتى لا “يتدركب” المواطن في يومياته أكثر.
“السياسة” جالت على المحال وعلى المواقع الالكترونية المخصصة لبيع “لمبات تشريج”، وقناديل تعمل على البطارية إضافة إلى الـ UPS.
والجولة أظهرت أنّ المواطنين يتهافتون لشراء كلّ ما يمكّنهم من إضاءة ضوء في منزلهم لا فقط لتفادي عتمة تقنين المولدات وإنما للتخفيف من ثقل فاتورة الاشتراك أيضا.
بداية، تجدر الإشارة إلى أنّ أكثر ما يلقى رواجا في الفترة الأخيرة هو الـ ups المخصص للإنترنت والذي بإمكانه إبقاء المواطن متصلا بالشبكة العنكبوتية لخمس ساعات أقلّه في حال استمرار تقنين المولدات وكهرباء الدولة لفترة طويلة. وقد درج ذلك بعدما فاق تقنين المولدات الـ 6 ساعات يوميا.
أمّا سبب اللّجوء إلى هذه الوسيلة فيكمن في أنها تكلّف 20 دولارا أميركيا وهو مبلغ يُدفع لمرّة واحدة لشراء الـ UPS. لأنّ الاشتراك بالإنترنت عبر الهواتف المحمولة سيحتم على المستخدم تجديد باقته كلّ شهر بتكلفة أعلى وقد لا تكفيه.
وبالعودة إلى المنازل ووسائل محاربة العتمة، فقد لاحظنا أنّ أكثر من متجر بات يطلب من المواطن مهلة يومين لتأمين ضوء صغير أو ما يُعرف بـ “قنديل البطارية” وذلك بسبب كثافة الطلب عليه. حيث لا يتجاوز سعر الأرخص الـ 121 ألف ليرة لبنانية ويصل سعر الأغلى والأكبر إلى الـ 200 ألف ليرة لبنانية وهو قادر على إضاءة غرفة صغيرة لحوالي الـ 3 ساعات.
واللّافت أنه وتزامنا مع تأزم الأوضاع، بدأ البعض يروّج لعروض ترحم المواطن وتريحه من كهرباء الدولة والاشتراك معا، وذلك عبر اللّجوء إلى الطاقة الشمسية. إلّا أنّ التكلفة المرتفعة والتي تتجاوز الـ 2000 دولار أميركي أعاقت اعتمادها كخيار بديل فالوضع الاقتصادي صعب.
وفي هذا الإطار، برزت أنصاف حلول حيث بدأ الترويج لـ “لمبات” تعمل على الطاقة الشمسية ولكن لأنها توضع خارجا ولأنّ سعرها مرتفع (461 ألف ليرة للواحدة) لم تلقَ رواجا.
ووسط هذه الفوضى الحاصلة، برز لجوء فئة ما تبقى من الطبق الوسطى إلى الـ “UPS” حيث يباع الواحد والذي لا تتجاوز قدرته الـ 3 أمبير بـ 500 دولار أميركي. وتجدر الإشارة هنا، إلى أنّ هذا الحجم لا يكفي لتشغيل “براد” وإنما يقتصر عمله على إضاءة الغرف وكومبيوتر مثلا.
إذا، يواجه اللّبناني العتمة بوسائل بديلة يفترض بها أن تنقرض! إلّا أنّ أداء الدولة أوصل شعبا بأكمله إلى القرون الوسطى و”بغمضة عين”!