السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان اليومعندما تجاهر بيئة "الحزب" بأنّها جائعة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

عندما تجاهر بيئة “الحزب” بأنّها جائعة

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

هتفت سيّدة قبل أيام، ردّاً على سؤال لمراسل إحدى القنوات التلفزيونية كان يغطي تظاهرة في منطقة الرحاب في الضاحية الجنوبية لبيروت، قائلة: “لازم يفهم (الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله) أنّنا جائعون. نعم، إنّنا شيعة جائعون”.

ما قالته السيدة أعاد إلى الأذهان النبرة نفسها التي تصاعدت في خريف عام 2017 عندما خرج عدد من سكان حيّ السلّم، أحد أحياء الضاحية، محتجّين على إزالة البلدية، بموافقة الحزب، لمحلّاتهم التجارية المخالفة (أكشاك وسيارات إكسبرس)، وشتم المحتجّون شخص “نصرالله”، وفضحوا ما يمارسه الحزب من استغلالٍ لأرامل (الشهداء)، واستنكروا إرسال أبنائهم إلى الموت في سوريا. وقتذاك، صرّح عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار، متحدّثاً عن “قدسيّة حذاء الأمين العام للحزب”، نصرالله، ردّاً على ما حدث في حي السلم اللبناني قبل أربعة أعوام: “حينما هبطت لتقبيل حذائك (حذاء نصرالله)، وحاولتَ إقامتي من الموضع الذي أنا فيه، كنت أستشعر أنّني دخلت إلى عالم الملكوت!”.

حتى الآن، لم يخرج نائب الحزب أو أحد زملائه ليكرّر مشهداً تابعناه قبل أعوام، مع أنّ ما قالته السيدة التي عبّرت عن محنة الجوع، التي تطرق كل أبواب اللبنانيين، لا يقلّ حدّة عمّا قاله المتظاهرون قبل أعوام، إذ قالت: “يعرف كلّ العالم أنّنا لا نعيش بكرامة، بل إنّنا نحيا بذلّ. الإمام الحسين وحده كان صاحب حقّ. أمّا هذا الذي كان البارحة يتكلّم من على المنبر، فهو ليس صاحب حقّ. إذا جنابو عم بيقبض بالدولار فنحن جوعانين…”.

في أيّ حال، كان رجال أمن الحزب جاهزين للتعامل مع الإعلاميين الذين كانوا يغطّون التظاهرة. وهذا ما أوضحه بيان صدر عن مبادرة “إعلاميون من أجل الحرية”، جاء فيه: “تتكرّر الاعتداءات على الصحافيين والمصوّرين الميدانيين. فبعد الاعتداء على المصوّر رمزي الحاج في منطقة طريق المطار، من دون أن يلقى المعتدون العقاب كما تعهّد المسؤولون، سُجِّل اليوم اعتداء آخر على مراسل موقع “ناو ليبانون” ماثيو كينستون، حيث أقدمت عناصر أمنية تابعة لحزب الله على سحب هاتفه واحتجازه فيما كان يغطّي أزمة الوقود في إحدى المحطات”.

كلّ ما يقوله نصرالله في الاقتصاد، وأخيراً في موضوع استيراد المحروقات من إيران، يطرح سؤالاً أساسياً: لماذا لا تقدِّم إيران هبة من البنزين والمازوت للبنان؟

فهي قدّمت أكثر من 40 مليار دولار دعماً لنظام الأسد، وهي تبخل على لبنان بهبة لا تتجاوز مليون طن وثمنها لا يساوي 10 في المئة من حاجات لبنان. اللبنانيون يريدون أن يعرفوا لماذا تصرّ إيران على بيع لبنان وقبض الثمن بالليرة اللبنانية، ثمّ تشتري بهذا المبلغ دولارات من السوق اللبنانية، مساهمةً بذلك في رفع سعر الدولار، وجاعلة اللبنانيين يدفعون الثمن مرتيّن؟

أصبح ضيوف البلد من أهله في دنيا الانتشار في مصيدة أزمات لم يعرفها اللبنانيون إلا في زمن الحروب والاجتياحات. وقد حلّت الأزمات المعيشية مكان الأزمات الأمنيّة

في آخر إطلالة لنصرالله، أشاد بالعراق وشكره “لأنّه على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في العراق، أخذ قراراً بأن يتعاون مع لبنان في موضوع المليون طن نفط”. لكنّه لم يقترب من موضوع البنزين الإيراني الذي وعد به، بل ذهب إلى “التنديد وإدانة كلّ أولئك الذين يحاصرون لبنان ويفرضون العقوبات عليه ويمنعون تقديم المساعدات له، وفي مقدّمهم الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأميركية صديقة البعض الذي يجوع ويتألّم في لبنان”.

هكذا أصبح هؤلاء “الذين يحاصرون لبنان وفي مقدَّمهم الشيطان الأكبر”، على ما يقول نصرالله، أصل البلاء. علماً أنّ هذا الاتّهام لا يغيِّر من واقع أنّ خراطيم محطات الوقود في كلّ لبنان، من دون استثناء البيئة الحاضنة للحزب، ارتفعت إلى الأعلى الآن. أمّا دور الحزب، كما حصل قبل أيام في بلدة الشهابية بقضاء صور، فهو يقوم على حراسة محطات ممتلئة خزّاناتها، لكنّها تمتنع عن بيع المخزون للجمهور. وعندما قامت دورية تابعة لقوى الأمن بدهم محطة في البلدة، سارعت قوة أمنيّة للحزب بفكّ الحصار، ودعت الدورية إلى مغادرة المكان لأنّ المحطة “تخصّ الحزب”.

في هذا الصيف، يصل المغتربون من مختلف أنحاء المعمورة لكي يكونوا إلى جانب الأهل والأقارب. وتكثر ظاهرة إقامة الأعراس بين شبّان وشابّات من دنيا الاغتراب. لكن مَن يتابع يوميّات هذا الفصل، يجد أنّ المغتربين، مثل مواطنيهم، عالقون في أزمات المحروقات والغذاء. وفي مناطق “البيئة الحاضنة” توقّفت مسالخ عن العمل بعد شيوع أنباءٍ عن بيع لحوم الحمير التي مصدرها تركيا. وهكذا أصبح ضيوف البلد من أهله في دنيا الانتشار في مصيدة أزمات لم يعرفها اللبنانيون إلا في زمن الحروب والاجتياحات. وقد حلّت الأزمات المعيشية مكان الأزمات الأمنيّة التي تسود مخاوف من تجدّدها تحت وطأة الجوع والعوز.

هل يدرك نصرالله أنّ صورته قد تبدّلت كثيراً عند معظم اللبنانيين؟

في إطلالته الأخيرة رمى الكرة في مرمى دول الخليج، لكنّه لم يتأخّر في توجيه أبشع النعوت إلى أطراف عديدة، ولا سيّما المملكة العربية السعودية. لكنّ ذلك لم يلغِ الجواب الذي على نصرالله أن يدلي به ردّاً على سؤال: لماذا لا تقدّم طهران هبة من المحروقات إلى لبنان إذا كانت تعتبره دولة حليفة كي لا نقول أكثر؟

ليس تفصيلاً صغيراً أن تجاهر بيئة الحزب اليوم بأنّها جائعة!

 

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة