لم يحسم الرئيس سعد الحريري قرار اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، وكل ما يحكى عن انه اتخذ قراره النهائي غير دقيق، وهذا ما تؤكده مصادر بيت الوسط، اذ ان هذا القرار عند الحريري نفسه وليس عند اي احد اخر، وهو مرتبط بمجموعة كبيرة من الظروف والاعتبارات الاقليمية والدولية وحتى الداخلية.
قرار تشكيل الحريري للحكومة او اعتذاره عن عدم تشكيلها ، مرتبط داخليا بعدة ثوابت سياسية لديه، منها مثلاً عدم الخلاف مع الثنائي الشيعي، ما يعني انه اذا كان الاعتذار سيؤدي الى تفجير العلاقة مع “الثنائي”فإن الحريري سيتريث بالقيام به والعكس صحيح ايضا.
اما الثابتة الثانية فهي ثابتة انتخابياً، اذ ان الحريري لديه اولوية جدية هي الانتخابات النيابية وليس رئاسة الحكومة، واذا كان تشكيل الحكومة سيؤدي الى انهيار البلد بالكامل خلال ولايتها فإن الحريري قد لا يرغب بالتشكيل.
هذا يقودنا الى الثابتة الثالثة الاقليمية، اذ ان نجاح الحكومة بالقيام بخطوات انقاذية سريعة قبل الانتخابات النيابية يتطلب دعما اقليميا وتحديدا خليجياً، لذلك فإن الحريري لن يشكل من دون دعم خليجي وسعودية، وسيعتذر ، اذا شعر، ان استمراره بالتكليف يزعج الرياض.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الاعتذار بدأت ظروفه تنضج، لكن توقيته، في حال قرر الحريري الذهاب اليه لم يحن بعد، فالحريري يرغب بأن يستغل اعتذاره عاطفيا قبل الانتخابات لكي يظهر امام الرأي العام انه قلب الطاولة تحديدا على العهد.
من هنا يجب القول ان كسب الوقت لا يزال من مصلحة الحريري، اذ انه من جهة يستنزف عهد الرئيس ميشال عون، ومن جهة ينتظر تطورات قد تكون لصالحه يشكل على اساسها حكومة الانقاذ، وفي اسوء الاحوال يعتذر في لحظة انتخابية مناسبة.
وفي رأي سياسيين مخضرمين فان الحريري لا يزال يمسك بالكثير من المفاصل السياسية في لبنان وبشعبية وازنة، بالرغم انه يلعب على حافة الهاوية، واي خطأ بالتقدير قد يؤدي الى اصابته بأضرار سياسية كبرى لا يمكن اصلاحها بسهولة..