كعادته، اطلق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، صرخته المدوية في اللحظات العصيبة لتحريك الضمائر النائمة وتسليط الضوء على وجع الناس الحقيقي، وتصويب الامور حيث يلزم.
وفي موقف يستلهم تاريخ دار الفتوى في مواكبة الاستحقاقات الوطنية وتحديد اتجاهات الحل، وبعد اقل من ٢٤ ساعة على ما شهدته طرابلس من احتجاجات تخللتها مواجهات محدودة مع الجيش، اصدر المفتي دريان بيان لافتا في التوقيت والمضمون نبّه فيه” من ان أي تعرض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء الذين هم مع جيشهم حامي وطنهم”.
وكان لافتا تحذير المفتي دريان مما يخطط له البعض لاعادة عقارب الساعة الى الوراء حيث قال”نناشد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعاً للوصول الى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع، مع حفظ حق المواطنين في التعبير السلمي عن أوجاعهم”.
وإزاء تردي احوال المواطنين والامن، رأى المفتي دريان” أن الشعب اللبناني لا يستحق أن يذل ويهان من اجل تأمين قوت يومه، ويضيع ساعات من عمره في الشوارع للحصول على الدواء والحليب لأطفاله وبعض الليترات من الوقود، ومقومات العيش الكريم التي من واجب الدولة تأمينها كحدٍ اقل لحياة مستقرة كي يعيش المواطن في أمن وأمان، وهذا يتطلب جهود كل المسؤولين في الدولة المعنيين بهذا الأمر، لأن ما وصلنا اليه من انهيار ينذر بعواقب وخيمة في شتى الصعد، ولولا حكمة الجيش والقوى الأمنية في البلد لعاش الوطن في فوضى عارمة وشاملة التي نحن على مشارف الدخول فيها”.
وختم المفتي بيانه بلفتة امل تبلسم قلق اللبنانيين واوجاعهم قائلا”ننوّه بالمهام الكبيرة التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية في حفظ الأمن والسلامة والاستقرار الذي هو الأمل الأخير في بقاء لبنان وشعبه الصبور الذي لا يفقد إيمانه بالله وبوطنه الذي سيخرج لا محالة من هذا النفق المظلم بهمة المخلصين والأوفياء لوطنهم”.
صرخة حق اطلقها مفتي الجمهورية وهو عن حق “دريان” بكل ما يحيط بالوطن واهله ، فهل يمكن التعويل بعد على الضمائر النائمة؟
لبنان 24