كتب شادي هيلانه في سكوبات عالمية:
بين فرضية التحرك العفوي وفرضية الاستغلال والتوظيف السياسي، تكبر المخاوف من أن تشكّل احتجاجات طرابلس شرارة ثورة تمتد إلى المناطق اللبنانية كافة في حال لم يتمّ تدارك فورة الغضب والاحتقان، على الرغم من أن التحركات التي شهدتها مناطق متفرّقة ما زالت خجولة وتقتصر على قطع طرقات وإشعال دواليب لبعض الوقت قبل أن يتدخّل الجيش لإعادة فتحها.
وفي هذا السياق، شهدت المدينة في الساعات الماضية ظاهرة خطرة للغاية، هي الظهور المسلح، والسبب، “رسالة على الوتسأب”دفعت بالمواطنين إلى الاستنفار التام واطلاق الرصاص بطريقة عشوائية، ما ادّى إلى سقوط اصابات في الاحياء مما ارعب المواطنين القابعين في بيوتهم. ولكن للأسف، أننا نجد أن أغلب الشباب المتجهين إلى هذا المسار ينجذبون إليه من واقع نفاد صبرهم وسخطهم من واقع الحال، فيكون هذا هو المانع الذي يقف في طريق إنجاز الواجب العملي الذي يعتبر السبيل الوحيد المؤدي في النهاية إلى النصر كما يزعمون.
خبر كاذب عن وفاة فتاة صغيرة كاد انّ يكون شرارة تشعل فتيل الانفجار المنتظر، اضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي ومولدات الكهرباء، وازمة البنزين وغيرها من الازمات إلى التحرك بوجه الجيش، والاعتداء على الملالات وعناصر الجيش، فعمد بعض المواطنين على رشق العناصر بالحجارة وعملوا على طردهم من المنطقة.
في المحصلة عاشت طرابلس ساعات “عصيبة” خلالها، وتحوّلت إلى ما يشبه “ساحة الحرب” بكلّ ما للكلمة من معنى، منذرة بأنّ “الآتي أعظم” إذا ما استمرّت الأوضاع على حالها من معاناة، الجوع والاذلال واهانة كرامات جميع اللبنانيين على ارض وطنهم.
المصدر : سكوبات عالمية- شادي هيلانة