كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
لا حكومة تألفَت ولا إعتذار في الأفُق القريب، التكليف يحمله سعد الحريري في جيبه منتظراً ضوءاً أخضراً سعودياً، ولم يتجرأ على الإعتذار، كما ان القانون اللبناني لا يجبره إعلان التشكيلة أو الإعتذار بمهلة معينَة، مما يتيح له الإبقاء على ورقة التأليف الحكومي بيده في ظل حكومة تصريف أعمال عاجزة في وسط الإنهيار الكبير والمتسارع.
لم ينتفض ولم يحتج
الضاحية الجنوبية في بيروت، هي حالها كحال مختلف المناطق اللبنانية، رغم صحّتها المعتلة، لتطالب بالأكل والشرب والكهرباء، أبسط الحقوق الإنسانية.
في هذه المنطقة؛ عشرات الآلاف أحوالهم تعبت وانحدرت بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية وتبعاتها. كانت أوضاعهم سيئّة أساساً، وساءت أكثر، كحال اللبنانيين في سائر المناطق الأخرى.
خزّان بشري ضخم على تخوم بيروت، لم ينتفض ولم يحتجّ.
احتّج لساعات مع انطلاق الثورة، وخمد. عضّ على الجراح وآلامها، سكت وانصاع إلى خطابات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
متآمرون، مدفوعون من الخارج، مموّلون من سفارات، أنصار فتنة وقطع طرق، هدفهم الحزب وسلاحه، وسمع الجمهور هذه الاتهّامات وانساق وراءها، فبطش قسم منهم بالمحتجّين في بيروت والجنوب والبقاع.
لجم الحليف
وإذا كان جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، الآمر الناهي في العهد العوني، مستفيداً من غضّ “حزب الله” الطرف عن إمعانه في إفشال الحلول الحكومية جبراً لخاطره بعد إدراجه على قائمة العقوبات الاميركية، يبقى الحزب في نهاية المطاف “المرشد الأعلى” يتربع على عرش المنظومة الحاكمة يأمر وينهى ويضع حداً لشطحات الحلفاء متى اعتبر أنّ الوقت حان لذلك.
وعليه، يبدو أنّ هامش المناورة بدأ يضيق أمام رئيس “التيار الوطني” لا سيما مع تأكيد أوساط معنية أنّ “حزب الله” دخل على خط لجم باسيل وكبح جماحه بعدما أدى قسطه التعطيلي، وها هو يبعث برسالة عبر شارعه ليقول لهُ: “صار الوقت لإيجاد حلّ”.
شادي هيلانة