كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
الأزمة ظاهرها اقتصادي – نقدي وباطنها سياسي بامتياز
بالعودة إلى تلك اللحظة، التي رفعها الشعب اللبناني في 14 أذار 2005 عندما نادى بالحرية والسيادة والاستقلال. وعندما نزل بمئات الآلاف بل أكثر، ليقول لا نريد جيشاً في لبنان غير الجيش اللبناني، فأتتّ ردة الفعل الشعبية العفوية من كل الطوائف والمذاهب والمناطق، صوتاً وفكراً وقلباً وخلفية موحدة لدحر الاحتلال، ورفع كل الوصايات والتأسيس للبنان جديد بعيد من النزاعات والأحقاد والحروب، سّيد حر ومستقل، تحكمه دولة قانون ديمقراطية كما في كل دول العالم.
وعليه، فإن الواقع الذي نعيشه اليوم يثبّت بشكل متكرر، لا سيما في كل التفاصيل الصغيرة التي لها علاقة بالأوضاع الاقتصادية والمالية والمصرفية أو حتى بالأزمة الصحية، انهُ يمكن أن تُعالج إلاّ من خلال استعادة الدولة اللبنانية سيادتها.
فالمطلوب اليوم، اعادة تفعيل مشهد 14 آذار، نحن بحاجة إلى تجميع قوى الحاضنة الشعبيّة، وإذا كانتّ غير قادرة على التلاقي في أمور عدّة، يجب العمل على قواسم مشتركة بين بعضها البعض.
أسامة سعد يُهنّئ أسامة سعد يُهنّئ “النقابة تنتفض”: إنجازٌ يعزّز الأمل بالتغييرالوكالة الوطنية: قطع المسلك الشرقي لاوتوستراد جبيل وتحويل السير إلى الطريق البحريةالوكالة الوطنية: قطع المسلك الشرقي لاوتوستراد جبيل وتحويل السير إلى الطريق البحرية
وإذا حصل إجماع وطني حول مبادرة البطريرك ستتحول هذه الساحة إلى ساحة وطنيّة يشارك فيها الجميع وبالتالي انّ روح 14 آذار ستتكرّر عند كلّ استحقاق وطني جديد.
هنا نسأل، اين الملايين من اللبنانيين، الذين أسقطوا جدار الطائفية مرة؟! – فلأجل الحرية اصنعوا الف جولة وجولة، توحّدوا في صفوف ترسم العلم اللبناني راية فوق دموع خرساء وغصّة على وطن منهوب، ومغتصب. إفترشوا الساحات أياماً وأياماً من دون كلل.
معتصمون ومعتصمات، شيوخ وشباب، معوّقون، مرضى، أطباء، مهندسون ومحامون، تنبض مشاعر الثورة في صدورهم، إهتفوا، بصوتٍ واحدٍ بحتّ. انها معركة حقوق، اذ يحق لكل لبناني الحصول على أدنى مقوّمات العيش بطمأنينة، والسيادة لشرعية واحدة هي شرعية الدولة والجيش، واستقلال عن كل المشاريع المشبوهة ولا تشبه صورة لبنان الكيان.
في الخلاصة، وصل سعر صرف الدولار الى مستويات قياسية، وربما ستة ارقام على ما هو عليه، إذا استمر التأزّم السياسي، لأنّ عودة الثقة بالليرة مرتبط بهيبة الدولة.
وبالتالي، انّ الأزمة في لبنان ظاهرها اقتصادي – نقدي غير أنّ باطنها سياسي بامتياز، لأنّ في ظل غياب المناخ السياسي الملائم يفقد الاقتصاد مقوّماته. وللأسف لبنان أصبح “زمبابوي الشرق” في القرن الواحد وعشرين.