كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
هل يلتقي باسيل والحريري تحت “خيمة السيّد”؟
تحولت الازمة الحكومية الى أزمة صامتة بين بعبدا وبيت الوسط، أو على الأقلّ بين التيارَين “الأزرق” و”البرتقالي”، لاسيما انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قدّ اوكل صهره النائب جبران باسيل ادارة ملف التفاوض الخاص بتشكيل الحكومة، وبالتالي هو لا يأخذ اي قرار الّا بالتنسيق معه، الذي بدوره (اي باسيل) سلم اوراق اعتماده الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفي السياق عينه وضع الرئيس المكلف سعد الحريري “المفتاح” بجعبة الرئيس نبيه برّي الذي فُوِضّ من قبل “حزب الله” للتفاوض بإسم الثنائي الشيعي، فأمام كل تلك “المعمعة” ضاعت الحكومة في “الشنكاش”.
زرع افخاخ
وانطلاقاً من أحكام الدستور ونصوصه الواضحة والصريحة، الذي أناط برئيس الجمهورية والرئيس المكلف أمر تشكيل الحكومة، لكنّ من يديرها هو “الثنائي الشيعي”، وتحديداً حركة أمل، على إمكانية الإنقاذ. وتكشف مصادر قريبة من عين التينة الى وكالة “اخبار اليوم”، أنّ برّي يضع كل جهوده لنجاح مسعاه، وتلفتّ، الى “انّ هناك دورا عربيا كبيرا جداً للرئيس بري في خدمة لبنان، وهناك اتصالات جارية على هذا الصعيد، وستُثمر علاقاته الجيدة بالدول العربية لمصحلة لبنان وليس ضد أحد”.
وتساءلت، لمَ كل الأفخاخ التي نصبت لمبادرته وأدت الى ترسيخ واقع الاستنزاف الذي تتسع معه احتمالات الانهيار الأكبر؟!
صداع للعرب
عريمط: أين الإصلاح؟ فطوابير الذل في كل مكان!عريمط: أين الإصلاح؟ فطوابير الذل في كل مكان!قطع أوتوستراد المنية عند مستديرة عرمان قطع أوتوستراد المنية عند مستديرة عرمان
ومن جهة اخرى، تعلق اوساط سياسية مراقبة على “توكيل حزب الله عملية تشكيل الحكومة”، قائلة: “لبنان تحوّل إلى مصدر صداعٍ للعالم العربي بحيث إن وضعه تحت سيطرة دولة إقليمية لا يطرح أي مشكلة، شرط أن تكون هذه الدولة غير عربية.
وهذا يُفسّر لماذا يتمسّك حزب الله بشدّة بموقفه الرافض لممارسة ضغوط على باسيل في عملية تشكيل الحكومة. فالحزب يعلم أنّ المرشحَين الأبرز لانتخابات رئاسة الجمهورية العام المقبل هما باسيل المنضوي في صفّ الحزب ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الحليف المقرّب للرئيس السوري بشّار الأسد، هذا يعول على نجاح التقارب الإيراني السعودي ولحين “نضوج الطبخة”.
خيمة “السيدّ”
وتشرح الاوساط عينها لـ “اخبار اليوم”، “انّ عجز جميع الأطراف عن تشكيل حكومة في لبنان مشكلة أعمق، تتخطى “العداء الشخصي” بين باسيل والحريري، وتتمثّل في أنّ طبيعة الحكومة سيكون لها تأثير على التوازن الإقليمي”. وتقول: عون وباسيل هما الشريكان الوحيدان المتاحان لحزب الله في جهوده الهادفة إلى التصدّي للدعم العربي لعودة سوريا إلى لبنان، وهذا ما سيحّد من نفوذه وسيطرته على المرافق عامةً. لذلك، لنّ يقف الأخير مطلقاً إلى جانب الحريري وداعميه في مواجهة الرئيس وصهره.
وفي هذا السياق، لا مبادرة للحزب تلوح في الافق سوى ترطيب الاجواء، وقد عمل في الساعات الماضية على ذلك، من خلال اتصالات قام بها للوقوف على خاطر الرئيس برّي والثني على جهوده.
وتبقى الانظار شاخصة على كلمة امين عام حزب الله يوم غد الجمعة، وبحسب ما نقل عن محيطه، فانّ جلّ ما يدور في فلك الحزب، هو السعي الجدّي لجمع باسيل بالحريري تحت “خيمة” السيدّ حسن.