كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
وتيرة التخوفات حاضرة لدى الشارع اللبناني، اذا بادر المصرف المركزي، الى رفع الدعم عن السلع الرئيسة المستوردة، وأبرزها القمح والأدوية والحبوب والوقود بأنواعه.
اما السؤال، هل يجوز للمصرف المركزي اذا خفض الاحتياطي الإلزامي أن يستعمل الأموال مباشرة، في الدعم او غير الدعم؟ الجواب كلا، فتخفيض الاحتياطي الإلزامي يعني أمرين: إمّا ردها إلى المصارف أو إلزام المصارف توظيفها بشروط يحددها لها.
وفي هذا الاطار، لفت الخبير الاقتصادي فيليب حداد عبر موقع “سكوبات عالمية”، “انّ اقرار اللجان النيابية للبطاقة التمويلية يعد كارثياً – لأنهُ عملياً على مصرف لبنان المساهمة في هذه البطاقة عبر الاحتياطي الالزامي، لان التمويل لم يأتِ من الخارج، وأشار أنّه على مجلس النواب الاسراع بالبتّ بها، امام الانهيارات المتتالية الحاصلة والتي لم يعد بإستطاعة المواطن تحملها، وبالتالي تتطلب بدورها التعاون بين القطاع المصرفي ومصرف لبنان والوزارات المختصة وهذا يتطلب شهرًا ونصف الشهر لتطبيقها”.
وعُلم موقع “سكوبات عالمية”، “انّ القيمة الاجمالية التي يلحظها الاعتماد المطلوب لتغطية تمويل البطاقة تصل الى 1.2 مليار دولار على انّ يتم إدراج هذا الاعتماد كإعتماد إضافي ضمن مشروع موازنة العام 2021 .كما تشير المعلومات الى انّ مشروع القانون الخاص بالبطاقة التمويلية، يلحظ إستفادة 750 الف عائلة لبنانية من هذه البطاقة ويتم تحديد هذه العائلات من وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن ألية ومعايير محددة. أما القيمة التي سيتم إضافتها في هذه البطاقة فتصل الى 137 دولارا شهريا لكل عائلة والاهم انّ هذه الاموال سيتم دفعها بالدولار الاميركي مباشرة، وليس بالليرة اللبنانية”.
وفي السياق لفت حداد، الى “انّ الصعوبة تكمن في إيجاد عملية شفافة لتوزيع المبالغ على الفئات المستهدفة منها، من خلال قاعدة بيانات العائلات المستحقة من أبرز الإشكاليات حول البطاقة ومدى عدالتها، في ظلّ غياب ثقة المواطن اللبناني بالمسؤولين والقرارات التي تتخذ من قبلهم”.
وختم، يوماً ما، مع اقتراب نهاية العهد، ستزول ضبابيّة المشهد الماليّ الاقتصاديّ، لأنّه بكلّ بساطة ستجد الطبقة الحاكمة أنّ احتياطها من الخدع والفبركات قد نفد، وخوفنا أنّ يكون قد نفد معه الاحتياطيّ الإلزاميّ. حينها سنكون أمام الحقيقة الصافية، ونجد أنّ إستراتيجيّة السوق المفتوحة كانت مجرّد قناع يُخبّئ إستراتيجيّة أُخرى هي سياسة الأرض المحروقة.
شادي هيلانة