يبدو ان تشكيل حكومة جديدة لا يزال متعثرا بالرغم مما قيل عن تقدم حصل في لقاءات “حزب الله” بالوزير جبران باسيل بعد ضغط الحزب من اجل الحصول على تنازلات اضافية من باسيل مقابل تنازلات مماثلة من الرئيس المكلف سعد الحريري.
لكن على ما يبدو فان هناك من يراهن بشكل جدي على الانهيار من اجل تحقيق مكاسب سياسية، ويبدو ايضا ان الرهان يتصل بشكل مباشر بالنظام اللبناني برمته، وليس فقط ببعض الضغوط وعض الاصابع في المسألة الحكومية.
بحسب مصادر مطلعة فإن موشرات الارتطام بدأت تظهر في لبنان، وان التسارع الحاصل في ازمات المحروقات والكهرباء والمولدات الكهربائية ليس سوى بداية انهيار اكبر سيطال قطاعات اكثر حيوية مثل الاستشفاء والانترنت والنقل.
وترى المصادر ان هناك اطرافا سياسية قد تستغل الانهيار، لا بل تنتظره وهي من مختلف الانتماءات. فحزب الله، الذي يفضل الاستقرار ،يرى ان الوصول الى الانهيار سيشكل فرصة جدية من اجل نقل الواقع اللبناني الى ضفة اخرى خصوصا بالاقتصاد وفرض خيارات جديدة.
وتلفت المصادر الى ان الخيارات الاقتصادية التي سيجعلها الحزب امرا واقعا في حال استمر الانحدار السريع، ستنقل لبنان سياسيا بالكامل الى ضفة اخرى، خصوصا في ظل تفلت الامور، مما سيفتح الباب ليس فقط امام النفط الايراني بل امام الشركات الروسية والصينية، ما سيشكل مواجهة جدية مع الولايات المتحدة الاميركية.
وتقول المصادر انه على الطرف الاخر، هناك من يحاول ايضا الاستفادة من الوضع من خلال طرح فكرة الفيدرالية والتسويق اليها، وهي تحظى اليوم بنوع من التأييد الشعبي الواسع خصوصا في ظل تراجع خدمات الدولة بشكل كبير جدا.
وتعتبر المصادر ان الفيدرالية التي كانت من المحرمات قبل مدة، باتت اليوم عنوانا مطروحا على الطاولة في ظل الفوضى السياسية والمعيشية والاجتماعية الحاصلة.
ويبدو التيار الوطني الحر بدوره مستفيدا من الانهيار بالرغم من انه اكثر الخاسرين بسببه ايضا، اذ ، وبحسب المصادر ، فان الذهاب الى تعديلات دستورية جدية سيكون عنوان الانجاز الذي سيسوق له التيار الوطني الحر بعد فشله في القضايا الاخرى.
وترى المصادر ان امكانية ادخال اي تعديلات على الدستور كانت مستحيلة قبل سنتين، لكنها اليوم، وبنظر العونيين، تحتاج فقط الى لحظة انفجار شعبي وانهيار كامل في الواقع الخدماتي للدولة، لان الحل عندها يحتاج الى بحث كل القضايا ومن ضمنها شكل النظام.
وفي الخلاصة يبدو ان الانهيار الذي يخاف منه المواطن هو مطلب لعدد من القوى السياسية، او اقله ليس شرا مطلقا بنظرها…