في كلمته المتلفزة يوم الاحد الفائت فاجأ رئيس “التيار الوطني الحر” متابعيه بكلام مباشر توجه به الى الامين العام لحزب الله قائلا:”يا سيد حسن، أعرف أنك لا تخذل الحق. أنا جبران باسيل، من دون أن أحملك أي عبء، أقبل بما تقبل به أنت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة”.
هذا الكلام كان محط ردود فعل مختلفة، ابرزها في “الشارع المسيحي” الذي انقسم كالعادة بين مؤيد لكلام باسيل في صفوف مناصري ” التيار” ورافض له في صفوف معارضي باسيل، خصوصا ” القوات اللبنانية” التي اصدرت بيانا عنيفا ضد كلام باسيل.
الا ان المسألة الاهم في هذا الموضوع، ابعد من ردود فعل سياسية وشعبية على كلام باسيل، ومفادها هل كان حزب الله مسبقا في جو كلام باسيل؟ وهل كان باسيل قال ما قاله من دون تنسيق، اله بالحد الادنى، مع ” اصدقائه” في قيادة الحزب؟
المعارضون لباسيل ” يجزمون” كالعادة بان ” باسيل على تنسيق في كل شيء مع حزب الله، وان ما قام به هو لإيجاد مخرج يتيح للحزب ان يلتف على مبادرة بري بعد النفور المستجد بين عون وبري”.
اما اوساط التيار الوطني الحر فتؤكد ان “ما قاله باسيل لم يكن اقرب المقربين من فريق عمله في جوّه ، وانه فاجأ الجميع في كلامه هذا “.
وتقول الأوساط “ان من يعرفون باسيل يعلمون انه سيد قراره ومواقفه، وانه مثابر عنيد لا يهتم الا لقناعاته ومصلحة التيار والعند”.
في المقابل تقول اوساط مقربة من حزب الله ان “الحزب وحتى السيد نصر الله تفاجأ بما قاله باسيل وبالفكرة التي طرحها، وهو لم يكن قط بجوها لا بل كان بجو التهدئة لا التصعيد“.
وبين كل هذه ” التفسيرات والروايات”، يبقى الاكيد ان “حجر باسيل ” احدث صدى اعلاميا وسياسيا ولكنه شكل عائقا اضافيا في عملية تشكيل الحكومة، لانه وضع حزب الله امام معادلة” باسيل او بري”، رغم معرفته المسبقة بان اولوية الحزب المعروفة منذ وقت طويل هي الحفاظ على اللحمة داخل الطائفة الشيعية، وان تعبير” الثنائي الشيعي” سيبقى الاول شيعيا حتى اشعار آخر.
المصدر: لبنان 24