مع بداية فصل الصيف يستعد لبنان لموسم سياحي يمكن أن يقال عنه انه واعد، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها البلاد. الاّ أن ما يقلق بال اللبنانيين هو “المتحور الهندي”من فيروس كورونا الذي من الممكن أن يجتاح البلاد مع وصول السياح خصوصاً من الدول التي تشهد انتشاراً كثيفاً للوباء، ما قد يعيد الأمور الوبائية الى نقطة الصفر، ويخسرنا الكثير من معركتنا في مواجهة هذا الفيروس اللعين.
هذه الاسئلة حملناها الى رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري الذي وضع “المتحور الهندي” في اطار التحورات الطبيعية لأي فيروس” ،مشيراً الى” انها الطريقة الوحيدة للفيروس لكي يستمر ويتكاثر”.
ولفت البزري الى “انه ليس من الضروري تتبع كل المتحورات، بل يجب الانتباه الى تلك الى تثير الاهتمام كالمتحور الهندي، وقبله البريطاني، نظراً لما يكتسبه من خاصية معينة، اما بالانتقال السريع من شخص الى آخر، أو لناحية تأثيره على الصحة وضربه الجهاز المناعي أو الجهاز التنفسي للاشخاص”.
ولكن هل وصل المتحور الهندي الى لبنان؟ يجيب البزري في حديث لـ”لبنان 24″ المتحور الهندي الذي اكتسب شهرته نتيجة انتشاره الكبير والسريع في الهند، وفي عدد من الدول بدأ يثير القلق، خصوصاً وانه من الصعب في مكان ما منعه من الانتقال من بلد الى آخر، وهذا من الممكن أن يحدث في الصيف، لا سيما اذا ما استقبل لبنان السياح من بلدان انتشار هذا المتحور، ولذلك، فانه من الضرورة العمل على زيادة نسبة التلقيح لمواجهة المتحور ولرفع المناعة المجتمعية وتضييق الخناق على الفيروس ومنعه من التنقل بحرية.
واذ أشار الى ان “المتحور الوحيد الذي رصد في لبنان هو المتحور البريطاني”، لفت الى “ان المتحورات الأخرى لم يتم البحث عنها ونحن اليوم في صدد اجراء مجموعة من الدراسات للكشف عن امكانية وجود هذه المتحورات في لبنان”.
وأكد البزري “ان الاجراءات التي تتخذ على المطار هي جيدة من الناحية العملية الاّ ان المشكلة تكمن في اي مدى تتعامل المختبرات بجدية مع الفحوصات”، لافتاً في هذا الاطار، الى” ان لبنان يتتبع بعض الدول الصديقة والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العاليمة وفرنسا في عملية تصنيف الدول التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير وقد تشكل خطراً في امكانية نقله الى لبنان، وبالتالي هناك اجراءات على الاشخاص القادمين من الهند والدول التي تشهد انتشاراً كبيراً لفيروس كورونا”.
وبالانتقال الى وضع الفيروس في لبنان، لفت البزري، “الى أننا اليوم وصلنا الى مرحلة وبائية جيدة ،وتراجع من عملية الانتقال المجتمعي من المرحلة 4 الى 3 مع بعض المؤشرات بالانتقال الى المرحلة 1 ، الاّ ان هذا التقدم لا يعني الاستهتار لأن اي تراخي غير مدروس قد يعيدنا الى نقطة الصفر، بل يمكن السماح بالتخفيف من الاجراءات ولكن ضمن الحدود المتخذة والاجراءات المتبعة”.
اذاً، يبقى التعويل دوماً على وعي المواطن والتزامه بكافة الاجراءات الوقائية للمحافظة على مجتمعنا والمكتسبات التي تم تحقيقها في وجه الفيروس، وعلى زيادة نسبة الاقبال على التطعيم لحماية مجتمعنا من اي متحورات قد تصيبنا.
لبنان 24