عاودت أسعار الخضار والفاكهة التحليق، لا سقف للأسعار، صباحاً سعر وبعد الظهر سعر آخر، ويبدو أن موجة الغلاء الجديدة ستصاحبها مقاطعة هذه المرة، لسبب بسيط “الناس فقدت أموالها” وبات البحث عن الرخص سيّداً، والعودة الى المونة البيتية شغل ربات المنازل الشاغل…
أكثر من 2000 ليرة لبنانية ارتفعت اسعار الخضار والفاكهة في منطقة النبطية، بضربة تجارية رابحة للتجار، بحجة ان الدولار ارتفع، وهي الحجّة المعلّبة التي عادة ما يردّدها البائع على مسمع الناس. بين الصباح والمساء ارتفع سعر كيلو الموز 2000 ليرة، أما البندورة فتخطى الكيلو الـ8000 ليرة وضمّة البصل الأخضر تجاوزت الـ3000 ليرة وهلُمَّ جرّا مع باقي الأصناف التي باتت عين المواطن عليها و”ما معه يشتريها”.
“عم يخنقونا”، “شحّدونا”، “شو بدّن بعد”؟ هي بعض العبارات التي تسمعها في محال الخضار في منطقة النبطية التي تشهد موجة غلاء غير مسبوقة، في وقت تغيب الرقابة والمحاسبة، فكل بائع يضع السعر المناسب له. غلاء يضرب المواطن هذه المرة في عنقه، “شو بدنا ناكل”؟ تقول إحدى السيدات التي تحاول أن تلملم غضبها بقولها “لا حول ولا قوة الا بالله”. السيدة الاربعينية كانت تعتمد على الخضار في الفترة الماضية في طعامها، بعدما فقدت القدرة على شراء اللحوم والدجاج، “هلق شو منعمل، منطبخ غلاء مثلا”؟ وِفق السيدة لبنى فإن لا مبرّر للغلاء، معقول ارتفع سعر الموز 2000 ليرة في موسمه بدلا من أن ينخفض؟ هل جاء الارتفاع ليزيد الحصار علينا أكثر؟ لا يكفينا البنزين والدواء والطبابة واليوم آخر ورقة بيدنا يضربونها”.
لماذا ارتفعت اسعار الخضار والفاكهة فجأة، وما السرّ الكامن خلف هذا الفعل المدان من المواطن غير المعترض على ما يحيط به. فجأة ارتفعت الأسعار عن سابق إصرار وتصميم من دون مبرّر منطقي هذه المرة وإن كانت الحجّة “التصدير للخارج” وفقدان السوق المحلي للسلع، غير أنّ الحقيقة مغايرة، فالتجار أيضا دخلوا لعبة السوق السوداء، يطرحون الاسعار التي تناسب جيوبهم، وِفقاً للعبة السوق المحلي المكشوف على كل الازمات، والمتاح داخله كل انواع الاسعار، إلا التسعيرة الرسمية فهي الوحيدة الغائبة. لا يخفي احد الباعة هذا الأمر ويعيد سبب ارتفاع الاسعار الى مافيا التجار في البقاع، فهؤلاء برأيه هم من يفرضون الأسعار ويتحكّمون بالسوق، ويشير الى “أنهم يفرضون أيضا دفع ثمن صندوق البلاستيك الذي وصل سعره الى 8000 ليرة وهو يضاف الى سعر الخضار والفاكهة”. ويأسف الخضرجي سمير لما آل اليه سوق الخضار من تحكّم برقاب الفقراء، اذ تحوّل سيفاً مصلتاً عليهم، ويرى أن الارتفاع قد يصحبه ارتفاعات لاحقة ما لم يتم ضبطه”، في حين يؤكد الخضرجي أبو محمد أنه تفاجأ بالاسعار، اذ باع الموز صباحاً بـ6500 ليرة ومساء حينما اشتراه من الحسبة بات بـ8000 ليرة.
إزاء فوضى الاسعار الجديدة، بات لزاماً على المواطن أن يمارس مزيداً من التقشف، فالحدّ الأدنى للأجور لا يكفي ثلاثة ايام ومع هذا الواقع يصبح عليه اما المشاركة في الاضراب ورفع الصوت او العودة لحياة ايام زمان.
المصدر نداء الوطن – رمال جوني