“حزب الله” و”التيار”.. خلاف كبير محصور بالحكومة والحزب اوقف مساعيه

من الواضح ان الخلافات الحاصلة بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” بدأت تظهر الى العلن منذ عدة اسابيع، ويعود السبب المباشر لها الى “شعور التيار ان حليفه الاقوى والوحيد، يقف على الحياد في الصراع الحاصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري”.

وبحسب مصادر مطلعة “فإن التيار يعاني من ضغوط شعبية كبيرة من بيئته وجمهوره وذلك بسبب الانحياز الدائم للحزب لصالح الحليف الشيعي، حركة امل، واذا كانت قيادة التيار تتفهم موقف الحزب ومنطلقاته، غير ان جمهور التيار لا يتفهم ذلك”.

وتعتقد المصادر” ان رفع الصوت من قبل قياديي التيار ونوابه، عبر وسائل الاعلام ضد الحزب، هو لتنفيس الضغط الشعبي ولاعادة شد العصب العوني الذي يرى ان وقوف الحزب الى جانب الحريري او اقله عدم وقوفه الى جانب عون يعود الى رغبة واضحة بإرضاء بري”.

وتقول المصادر “ان التيار يعتقد ان عهد الرئيس عون يتم استنزافه، والسنة الاخيرة من عمره تمر من دون حكومة، وهذا كان ممكن تغييره لو ان الحزب لم يتمسك بالحريري وذهب الى خيارات اخرى.”

من جهة اخرى تؤكد مصادر على صلة وثيقة بحزب الله” ان الحزب منزعج من اسلوب التعاطي السياسي والاعلامي الذي مارسه التيار والعهد مع مبادرة الرئيس نبيه بري، خصوصا ان الهدف كان ارساء هدنة اعلامية طويلة المدى بالتوازي مع وساطات سياسية تؤدي الى تشكيل الحكومة”.

وبحسب المصادر فإن الحزب منزعج بشكل خاص من تصرفات باسيل وسلوكه ورفعه السقف السياسي والحكومي ومن عناده المرتبط بعملية التشكيل واعطاء الثقة..

وتؤكد المصادر” ان الحزب توقف منذ ايام عن مساعيه الحكومية وابتعد عن دور الوسيط في ظل الانفجار السياسي الحاصل بين حليفيه، الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري، لكن في الوقت نفسه فهذا لا يعني خلافا عميقا مع التيار”.

ولفتت المصادر الى ان هناك توجها لتنسيق جدي وتحالف واسع في الانتخابات النيابية بين “حزب الله” و”التيار” ، الامر الذي يعني ان الخلافات اليوم ليست مرتبطة بعمق العلاقة بين الطرفين، بل هي خلافات “بالمفرق” حول قضية سياسية من هنا واخرى من هناك.