بعد المعلومات عن توجه الرئيس المكلف سعد الحريري إلى إعداد وتقديم مسوّدة حكومية من 24 وزيرا، وبعد توقف الاتصالات بين النائب علي حسن خليل ومعاون الامين العام لـ”حزب الله” حسين خليل مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وذلك بعد أن اعلن حسن خليل أن باسيل متمسك بمطالبه، فجّر رئيس الجمهورية ميشال عون ببيان قصر بعبدا آخر الجهود لانجاح مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وانتقلت حرب البيانات من بعبدا وبيت الوسط إلى بعبدا وعين التينة.
الحرب العنيفة الجديدة التي بدأتها بعبدا تهدف، بحسب مطلعين، إلى اسقاط مبادرة بري ودفع الحريري إلى الاعتذار. وقد أعدمت محاولة الاخير بتقديم تشكيلة حكومية كما كان يتردد في أروقة بيت الوسط. وبطبيعة الحال، كانت هذه التشكيلة ستسقط في بعبدا لان الحريري كان من سيسمّي الوزيرين المسيحيين، ويقطع الطريق أمام فريق “العهد” بنيل الثلث المعطل.
وأكدت مصادر تيار “المستقبل” لـ”لبنان24″ أن الرئيس المكلف فرمل محركاته لتقديم التشكيلة الحكومية بعد حرب البيانات، وقالت إن “ليس هناك ما يشجع على تقديم تشكيلة حكومية بعد الخطاب التصعيدي من بعبدا، والحريري يدرس الخيارات مع بري والمحيطين به ، من رؤساء الحكومات السابقين وكتلة المستقبل، لتقرير الخطوة التالية”.
وأشارت المصادر إلى أن “الحريري ما زال يعطي الفرصة لمبادرة بري قبل الانسحاب النهائي من مهمته في تشكيل الحكومة. ولفتت إلى أن لدى الرئيس المكلف خيارين: إما الاستمرار وتقديم تشكيلة جديدة والبقاء كرئيس مكلّف وسط الانهيار الحاصل، وإما الانتظار لتحريك الامور العالقة ريثما نصل إلى نتائج وأيضا في ظل الانهيار في البلد”.
وشددت على أن هناك صعوبة بالاتيان برئيس حكومة آخر، تحت سلطة جبران باسيل والثلث المعطل.
وأوضحت المصادر أن الاعتذار طرح جدّي لدي الرئيس المكلف، وهناك تفاهم بين بري والحريري وتواصل مستمر. ورأت أن مبادرة رئيس البرلمان “على آخر رمق” بعد أن نسفتها بيانات بعبدا.
وعن الخطوة التي قد تلي اعتذار الحريري، اعتبرت المصادر أن لا خطة مسبقة للاستقالة من مجلس النواب، وهناك خيارات موضوعة على الطاولة. وتابعت أن الاعتذار مرتبط بفشل او نجاح مبادرة الرئيس بري، فعندما يعلن الاخير فشل مبادرته، عندها يعتذر الحريري.
ورغم إعلان بري أن مبادرته لا زالت قائمة، تسأل مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة “على أي أساس سيمشي كل من باسيل وعون بالمبادرة في ظل الخلاف العميق المستجد بين بعبدا وعين التينة، وانحياز رئيس مجلس النواب لصفّ الحريري؟”