كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
نجول صيدليات لبنان كافة، ونسمع الموظفين يتحدثون عن طلبات الزبائن الذين يكررون بين الحين والآخر، عند الجواب عن سؤالهم عن الدواء : “غير موجود” أو “مقطوع”- فيغادرون الصيدليات خائبين مع وجوم يخيّم على ملامح وجوههم.
فبسبب المماطلة التي اعتمدتّ من قبل الجهات الرسمية في اعتماد حلول بديلة عن آلية الدعم الحالية، وتقاعسها عن رسم خريطة واضحة لسوق الدواء، فقد استفحلت الازمة مما فتح الأبواب أمام السوق السوداء او العقاقير المهربة أو المزورة .
ومع بروز سوق سوداء، التي لم يتمكن أحد من لجمها، تمكنتّ جهات غير رسمية من استقدام الدواء من الخارج.
كما انّ سعر بيع الدواء في السوق السوداء وصل إلى 300 ألف ليرة، أي ما يعادل 35 دولاراً وفق سعر الصرف غير الرسمي، فيما تباع العلبة حالياً، المستوردة من الوكلاء بعد موافقة وزارة الصحة بنحو ثمانية آلاف ليرة.
وما زاد في الطين بلّة، عمليات التخزين في المنازل وعمليات التهريب، خصوصاً بعد توقيف مسافرين في مطار بيروت بحوزتهم كميات من الأدوية والعثور على أحد الأدوية المدعومة يباع في سوريا والعراق ودول افريقية.
فمن صيدلية إلى أخرى، يجول رامي بحثاً عن الأسبيرين، بينما تحاول كريستين عبثاً إيجاد حليب لطفلتها التي وجدته اخيراً من شخص آتٍ من الخارج على حدّ زعمها واشترته بسعر يوازي ثلاثة اضعف مما هو عليه ثمنه في الصيدليات- وبالتالي قالت في حديثها الى موقع “سكوبات عالمية”، الى “انّ طفلها بحاجة ماسة الى حليب خاص يأخذه، وفاتَ يومٌ ولم تستطيع تأمين الحليب – فلجأت الى شرائه بسعرٍ خياليٍ لتطعم طفلها الجائع”.
في هذا الاطار، هناك قلق اصاب اللبنانيين، بعد نفاذ مصرف لبنان من احتياطه بالدولار تدريجاً، اضافة الى الضغوط المتزايدة في تأمين الحاجيات الأساسية المدعومة وعلى رأسها الدواء.
والتداول المستمر عن التوجه لإزالة الدعم عنه، تسبب الى انقطاعه او ارتفاع ثمنه على وقع تدهور سعر الليرة التي فقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها.
شادي هيلانة