كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
بَعد أكثر من عام على التعلّم عن بُعد، يعود التلاميذ لإجراء الامتحانات في مدارسهم. أمرٌ لا بدّ من التوقّف عنده. فبعد عام دراسي تخبّط خلاله التلاميذ والأساتذة والمدارس والوزارة، يصدر “الحكم” بالعودة من دون تخطيط أو تحضير، وما على التلاميذ إلا التنفيذ.
تشكّل الامتحانات بحدّ ذاتها ضغطاً نفسيًّا بالنسبة للتلاميذ، ما سيضيف “امتحاناً” على امتحاناتهم. فكيف ستكون هذه العودة بعد أن أمضوا عامهم الدراسي بأكمله يتعلّمون online؟ وهل هم مستعدّون لهكذا خطوة؟
تشير المعالجة النفسيّة نور حمزة، في حديث لموقع mtv، إلى أن “هناك نوعين من التلاميذ، النوع الأوّل هو بحاجة إلى هذه العودة التي تعيده إلى روتين الحياة الذي كان معتاداً عليه في السابق. أمّا النوع الثاني، فيشعر بالقلق تجاه العودة إذ لم يكن محضّراً لهذا النوع من التغيير المفاجئ، ولم يكن لديه الوقت للاعتياد على العودة إلى المدرسة بعد إمضاء كلّ تلك الفترة في المنزل وبالتعلّم عن بُعد”، قائلةً: “معظم التلاميذ هم من الفئة الثانية، التي لديها صعوبة في التأقلم والانتقال من التعلّم عن بُعد إلى العودة لإجراء الامتحانات المدرسيّة أو الرسميّة. ولذلك قد يطوّرون عوارض القلق وقلّة الثقة ما سيؤثّر على أدائهم في الامتحانات”.
وتضيف حمزة: “عدم قدرة التلاميذ على التحضّر للعودة وشعورهم بأنّهم مقبلون على ما هو مجهول يُشكّلان ريبة بالنسبة إليهم ما قد يؤدي إلى شعورهم بالاكتئاب، وهذا أكبر تأثير نفسي يواجهونه”.
وتطرّقت إلى مدى تأثير التغيير الدائم للقرارات من قبل الوزارة على المدارس، لافتةً إلى أنّه “على كلّ مدرسة مساعدة تلامذتها عبر فترات تحضيرية أو تخفيض معدّلات النجاح والعمل على إجراء مراجعة للمناهج، بالإضافة إلى ما يقوم به بعضها لناحية إعادة التلاميذ إلى صفوفهم قبل إجراء الامتحانات وذلك كي يتأقلموا ويعتادوا على العودة”. أمرٌ يؤكّد عليه نائب مدير إحدى المدارس في حديثه لموقع mtv. إذ يُشير إلى أنّهم يعملون على اتخاذ التدابير الصحيّة اللازمة من أجل إراحة التلاميذ لناحية كورونا، مضيفاً: “أخذنا في عين الاعتبار مستوى الامتحانات، التي أكّدنا على ألا تكون صعبة بالنسبة إليهم. أمّا في ما يخصّ تصحيح الامتحانات فسنعطي كلّ تلميذ حقّه ولن يكون هناك لا تشدّد ولا تهاون. وقد عمّمنا على رؤساء الدوائر والمعلمين ضرورة مراعاة التلاميذ ودعمهم إلى أقصى الحدود”.
ضغوط نفسيّة كبيرة يتعرّض لها التلاميذ المقبلون على استحقاق مصيري بالنسبة إليهم، ولا بدّ من مراعاة صحّتهم النفسيّة التي تعادل بأهميّتها، وتفوق أحياناً، الصحّة الجسديّة. هنا تؤكّد حمزة أنّه “يجب على المدارس والأهل أن يتعاملوا مع هذا الموضوع وكأنّه مشكلة عليهم حلّها، وذلك عبر تفهّم ما يشعر به التلاميذ واعتباره أمراً طبيعيًّا بالإضافة إلى تقبّل أن ذلك قد يؤثّر على أدائهم”.
في دولة قلّ، بل انعدم، فيها من يسأل عن حياة مواطنيها وعيشهم الكريم، قد يكون من الأعجوبة أن نجد من يسأل عن الصحّة النفسيّة للتلاميذ… فتحضّروا جيّداً!