صرخ فيليب “الليلة، لا قوانين!” وهو ينزع كمامته ما إن اجتاز باب “ديستيليري”، أقدم مرقص في ألمانيا الشرقية سابقاً والأول في البلاد يعيد فتح حلبة الرقص فيه لسهرة اختبارية.
ولاحظ فيليب كوغلر أن كل شيء لا يزال على حاله في الملهى الواقع في مدينة والذي درج على ارتياده باستمرار، بعد عام من غيابه عنه. وقال الشاب الثلاثيني وقد ارتسمت على ثغره ابتسامة عريضة “يخيّل إليّ أنني عدت من إجازة لمدة أسبوع!”.
وتهدف التجربة إلى إثبات إمكان إعادة فتح الأماكن المخصصة للأنشطة الثقافية بالشروط نفسها التي كانت متبعة فيها قبل جائحة كوفيد-19 إذا كانت نتيجة فحوص جميع المشاركين سلبية.
من هذا المنطلق، أجري لكل مدعو في اليوم نفسه فحص المستضدات متبوعاً باختبار “بي. سي. آر”، على أن يجرى له فحص آخر الأسبوع المقبل.
وأملت شابة تدعى كوني شاركت أيضاً في السهرة في أن تكون التجربة ناجحة لشدة ما تفتقد إلى هذه الأمسيات. وقالت “كانت تقام حفلات في الهواء الطلق خلال الصيف الفائت، لكن هذا مختلف. هنا لا أحد يحكم علينا، ويشعر الشخص بالأمان. في النادي، إنه عالم آخر”.
ومع أن العام المنصرم كان صعباً، أقرّ كاش بتأثير إيجابي لأزمة فيروس كورونا، وقال: “لقد تقرّبنا من السياسيين. لقد أدركوا أهميتنا”.
وأصدر مجلس النواب الألماني “البوندستاغ” مؤخراً قانوناً يصنّف المراقص كأماكن للثقافة تنبغي تالياً حمايتها.
واعتبر ستيفن كاش الذي نسّق مع البلدية وسلطات الإقليم أن هذا التعاون “الذي لم يكن ممكنا تصوره قبل الأزمة”، كان بمثابة تصالُح بين ثقافة أندية الرقص وثقافة النخب.
ويشكّل إغلاق الملاهي الألمانية لأكثر من عام كارثة على القطاع. وحذّر العديد من العاملين في هذا المجال من أن كثيراً من المؤسسات المعنية باتت عرضة للانهيار.
وينطبق ذلك خصوصاً على برلين التي تُعتبر عاصمة السهر الأوروبية وتجذب سنوياً عشرات الآلاف من السياح الشباب من كل أنحاء العالم.
ورأى ستيفن كاش أن “لا معنى لكل هذا ما لم تكن الخطوة التالية إعادة الفتح العام على المستوى الوطني للأماكن والنوادي الثقافية، من دون إجراءات”، منبهاً إلى أن “الفتح ثم الإغلاق سيكون أكبر كارثة”.
المصدر: العربية