كتبت سابين عويس في “النهار “:
منذ ان تعطلت جهود #تأليف الحكومة الجديدة، وُجهت السهام من قبل فريق سياسي واسع يتقدمه “التيار الوطني الحر” الى المملكة العربية #السعودية تحت ذريعة ان القيادة السعودية الغاضبة على سعد #الحريري، لا تريده رئيساً للحكومة العتيدة. وذهبت التسريبات والتحليلات ابعد نحو اعتبار ان المملكة لم تعد تجد لها اهتماماً بلبنان، حيث تنحو أولويتها في الوقت الراهن في اتجاه اليمن. ويعزز اصحاب هذا المناخ كلامهم بالدلالة على انكفاء سعودي واضح عن الملف اللبناني، لمسه الوسطاء المحليون والعرب والدوليون.
لم تلق هذه الأجواء او التحليلات على المقلب الآخر ما يخالفها، سيما وان ملف التأليف لا يزال معلقاً وسط العقد اللامتناهية، فيما لم يحظ الرئيس المكلف خلال جولاته المكوكية بين باريس وموسكو والإمارات ومصر بفرصة لزيارة المملكة التي شكلت في ما مضى مقر الإقامة الثانية للرجل وعائلته، قبل الانتقال نهائياً الى ابو ظبي.
قبل ايام، حرٓك الحريري المياه الراكدة في مستنقع التأليف، بعدما اصطدمت مبادرة الفرصة الاخيرة التي قدمها رئيس المجلس نبيه بري باستمرار العقدة المسيحية على حالها. ابلغ الحريري مرجعيته الدينية، كما أركان الطائفة السنية رغبته بالاعتذار، لكنه لم يقدم على الخطوة تلبية لدعوة هؤلاء له بالتريث. لم تقنع حيثيات الرجل المكلف المقلب الآخر، ولا سيما وسط رئيس الجمهورية وتياره السياسي بقيادة النائب جبران باسيل اللذين يصران على سبب واحد يمنع الحريري من الأقدام على التأليف، وهو عدم حصوله على مباركة المملكة، او غفرانها لخطأ سيره في التسوية التي اوصلت الرئيس ميشال عون الى بعبدا. وسط هذا المناخ، ثمة سؤال يفرض نفسه على المشهد المأزوم تحت ظل تقاذف مسؤوليات التعطيل، اين المملكة مما هي متهمة به، وهل هي فعلاً في موقع الانكفاء عن لبنان، كما يروج خصومها، ويستشعر الوسط الذي يدور في فلكها؟