تؤكد أوساط دبلوماسية غربية أنّ التواصل قائم منذ أيام، بين الاليزيه وعين التينة لمتابعة تطورات مبادرة الرئيس نبيه بري الحكومية، وقد تجدد إثر المواقف التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمره الصحافي الخميس الماضي. وتشير الى ان الاتصالات بين الجانبين، تكثفت بعد الاجتماعات التي عقدها وفد الثنائي الشيعي المؤلف من الخليلين (معاوني الرئيس بري علي حسن خليل والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحسين الخليل) ومسؤول وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، مع رئيس التيارالوطنيّ الحرّ النائب جبران باسيل والتي لم تسفر عن اي حلحلة على صعيد العقد، وانتهت الى تبادل اتهامات وتحميل مسؤوليات بين باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري.
من جهة ثانية، وأمام انسداد الأفق التأليفية، توقفت أوساط سياسية مراقبة ، عند المواقف التي أطلقها الرئيس ماكرون في مؤتمر صحافي عقده منذ اشهر، والتي حمّل فيها ايران تبعة عرقلة التشكيل عبر “حزب الله” داعياً الأخير إلى حسم الازدواجية في الاشكالية في دوره كمنظمة إرهابية مسلحة تزعز الاستقرار في البلد، وبين حزب سياسي له ممثلين في المجلس النيابي ومحاور اساسي في الحياة السياسية. ولفتت المصادر الى ان وضع حد للتعطيل الحكومي خصوصا، وللازمات السياسية اللبنانية عموما، قد لا يكون ممكنا الا بايجاد حلّ نهائي لمسألة سلاح الحزب وللازدواجية التي تحدث عنها ماكرون وأن يحسم خياره بين ان يكون جناحاً سياسياً عسكرياً في يد ايران، أو حزب سياسي لبناني “طبيعي”.
يذكر أنّ ماكرون قال حينها ما حرفيته: ان ايران تزعزع الاستقرار من قبل حلفائها ووكلائها ومنظماتها التي تمولها أيضاً في العراق كما في سوريا ومن قبل “حزب الله” الذي تموّله والذي هو من جهة حزب سياسي ممثل في البرلمان ومحاور في الحياة السياسية ومن جهة اخرى منظمة إرهابية تزعزع استقرار البلاد، وبالتالي نحن بحاجة إلى توضيح لهذه الاشكالية التي لا يمكن أن تمر إلاّ من خلال هذه الالية المزدوجة للتغيير والحوار. في ما يتعلق بلبنان اعتقد ان اللبنانيين يتوقعون حكومة واصلاحات وحس بالمسؤولية. نحن نواصل تقديم المساعدة للمنظمات غير الحكومية والشعب لان هذا ما ندين به للشعب اللبناني الذي هو شعب شقيق وهذا ما نفعله منذ اليوم الاول.
اما الخميس فقال: ما زلت ادافع عن خارطة الطريق التي قدمناها في ايلول الماضي وامارس اقصى قدر من الضغط حتى يتم تشكيل حكومة من شخصيات قادرة على تنفيذ الاصلاحات. ما زلنا معنيين ولكن لا يمكنني الحلول مكان من يحافظ على النظام بكل طرقه السيئة واختلالاته. اتمنى ان يتحلى المسؤولون بروح المسؤولية فالناس يستحقون ذلك. نحن نعمل مع العديد من الشركاء في المجتمع الدولي كي نتمكن في لحظة معينة من ان نحصل على انظمة التمويل في ظل حكمة مستقيلة وعدم تشكيل حكومة جدية للحفاظ على النظام تحت قيود دولية تسمح بتمويل الانشطة السياسية.