الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةإقتصاددولار يقفز فوق ليرة تتعثّر في دولة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

دولار يقفز فوق ليرة تتعثّر في دولة

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

كتب ذو الفقار قبيسي في “اللواء”:

الارتفاع المروّع لسعر الدولار له في هذه المرحلة دلالة إستثنائية لم يعرف لبنان مثيلا لها منذ ولادة تأسيس دولة لبنان الكبير، بل منذ ولادة متصرفية جبل لبنان من رحم حربين دمويين في أربعينيات وستينيات القرن التاسع عشر. فخلال تلك المرحلتين اللتين سبقتا إعلان الاستقلال، كان هناك جزء كبير من اللبنانيين لا يريد التخلّي عن الوحدة العربية بدءا من وحدة مرحلية مع سوريا ولم يكن لدى هذا الفريق ثقة بدولة لبنانية تعزله عن محيطه العربي. وظل انعدام هذه الثقة مستمرا لغاية إعلان الاستقلال الذي نال تأييدا كاملا من شعب تطوّر موقفه إيجابا – كما قال الرئيس شهاب في خطاب القسم – من استقلال الدولة الى دولة الاستقلال.

واليوم خلال المحنة الاقتصادية الراهنة بات انعدام الثقة وجوديا يطال دولة بكاملها بمؤسساتها ورجالاتها وأدواتها، ولا يقتصر على جزء دون آخر من الشعب كما كان الحال زمان المتصرفية ودولة لبنان الكبير، وإنما يشمل شعبا بكامله بات على يقين تام انها دولة عاجزة عن تلبية أدنى حاجاته اليومية وأيا من حقوقه الأساسية. وليس الارتفاع القياسي في سعر الدولار مجرد دليل على تراجع الثقة بالعملة الوطنية بقدر ما هو فقدان ثقة شعب كامل بدولة بقدر ما تتعثر مسيرتها وتجفّ مواردها – كما في تراجع الواردات 13,87% عام ٢٠٢٠ وتقلص الناتج المحلي الاجمالي من ٥٥ مليار دولار الى ١٨ مليار دولار واستنزاف الاحتياطيات الأجنبية ١٠٠% من أكثر من ٣٠ مليار دولار الى أقل من ١٥ مليار دولار – بقدر ما تضمحل ثقة المواطن بالدولة وبقدرتها على اجتراح الحلول وتفتح الطريق سهلة أمام دولار يرتفع في سوق حرة طليقة يعكس واقع الحال ويكشف عن كل الحقيقة، لا سيما أمام استحقاقات تتراكم بالنقد الأجنبي – كما بالنقد الوطني – من الـ٥٠ مليار دولار لصغار المودعين و«اليوروبوندز» في أيدي المستثمرين والبطاقة التمويلية للفقراء والمعدمين ورواتب وأجور مئات الآلاف من الموظفين والمتعاقدين والمتقاعدين والمياومين الى دعم القمح والدواء والكهرباء والبنزين، وفي حالة شبيهة بصورة في كتاب أصدرته قبل أكثر من ٣٠ عاما بعنوان يرمز الى ما يعاني منه المواطن اللبناني اليوم من الذل والفقر والقهر بما يلامس حدود الجوع.

ومن هذا الكتاب الذي حمل عنوان «دكان لبيع لبشر» صدر في العام ١٩٧٠ قبل الحرب اللبنانية بـ٥ سنوات، اكتفي بعبارة من المقدمة أشبّه فيها نظرة الدولة اللبنانية الى قيمة المواطن اللبناني، نظرة دكان الصرافة الى الدولار الذي كان يومها يطأطيء الرأس ضعيفا ذليلا وبات اليوم بفضل «دولة الدكان» في رداءة هذا الزمان، عالي القيمة شامخ الهامة فوق الرؤوس.

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة