على الرغم من تبادل الاتهامات بالتعطيل بين بيت الوسط من جهة، وبعبدا او البياضة من جهة اخرى، ما زالت جهود تأليف الحكومة تسير ببطء، وبالنسبة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري صاحب المبادرة الاخيرة، لاحداث خرق في ملف التأليف “لا تقول فول الا ما يصير بالمكيول”.
في هذا الوقت عادت التحركات الى الشارع على وقع الارتفاع المتواصل لسعر صرف الدولار الذي تجاوز اليوم الـ15 الف ليرة، وازمة المحروقات التي احتجزت الناس في سياراتهم من اجل الحصول على اقل من نصف “تنكة بنزين”، بات الخوف من مضاعفات لا تقتصر على تحركات سلمية بل قد تتعداها الى امنية، حيث اشارت تقارير امنية ان الجيش يستعد الى دعوة وحداته الى حالة من التأهب، ولو كانت لن تعلن بشكل رسمي، وذلك خشية من توترات قد لا تحمد عقباها، نتيجة لتفلت الشارع.
اما على المستوى الحكومي، فقد كشف مصدر مطلع عن استعجال للتأليف برز من قبل فريق رئيس الجمهورية، حيث حصلت في الساعات الاخيرة لقاءات واتصالات الجزء الاكبر منها بقي بعيدا من الاضواء، حول استمزاج اراء بشأن اللائحة التي كان قد طرحها الرئيس المكلف سعد الحريري سابقا.
وتحدث المصدر عن “تكوكب” حول الحريري، من قبل خصومه- ليس حبا به بل تخوفا من تفلت الامور، خصوصا وان حزب الله يتلمس اكثر من اي وقت مضى بانه اصبح ملزما بمراعاة “خواطر” الرئيس المكلف انطلاقا من هذا التخوف الامني، كما ان ليس لدى الحزب راهنا اي مصلحة في توتير الساحة الاسلامية على المستوى السني – الشيعي.
وهل هذا يعني ان ولادة الحكومة اصبحت قريبة؟ اشار المصدر الى انه حتى اللحظة لا يوجد اي مؤشر يؤكد ان الاتصالات افضت الى شيء ما، لا بل التململ لا زال قائما.
وسئل استطرادا: هل اعتذار الحريري عاد الى الواجهة؟ نقل المصدر عن زوار بيت الوسط ان موضوع الاعتذار غير وارد حليا عند الحريري، خاصة وان محركات الرئيس بري ما زالت تعمل.
الى ذلك، اوضح مرجع نيابي، عبر وكالة “أخبار اليوم”، انه قبل ايلول المقبل لا يمكن توقع ولادة الحكومة، الا اذا حصل حدث كبير او تقدم على مستوى المفاوضات الاميركية الايرانية، وربطها بان تقدم ايران على تسهيل الحكومة في لبنان.