كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
ليس المهم انقطاع الإنترنت والماء والكهرباء بقدر ما هو مهم إيجاد بدائل ولو على المدى الطويل تضع حداً لمعاناتنا من فقدان الخدمات الأساسية بشكل مستمر ولا يطاق. باختصار، المسؤولون ليسوا على قدر المسؤولية من دون توفير مقومات الصمود. ففي ادغال افريقيا يوجد لديها ماء وكهرباء، ونحن ما زلنا نفتش عن وسايط او بدائل خارجية.
يعيش لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، وتكثر المشاكل اليومية التي تملأ أسطر الصحف ومقدمات النشرات الإخبارية، والتي جعلت اللبنانيين يتمنّون لو يخرق المشهد خبر مفرح واحد بغض النظر عن أهميته، يتصدر أخيراً ملفا الكهرباء وقطاع المحروقات العناوين الرئيسية نظراً لتداعياتهما الكارثية على المستويات كافة.
وبحسب معلومات لموقع “سكوبات عالمية”، فإنّ عدداً من أصحاب المولدات في مدينة طرابلس يعمدون الى تأمين الكهرباء ساعتين فقط خلال النهار وساعتين عند المساء، كما خفّض قسم منهم اشتراك المواطنين من 10 أمبير إلى 5 أمبير بحجة عدم توفر المازوت، الأمر الذي حرم هؤلاء من استعمال أمور أساسية كالانترنت في الشركات والمؤسسات، وفي المنازل لا سيما المكيف، الذي لا يعمل على كهرباء 5 أمبير في ظلّ موجات الحرّ القاسية.
وبسبب الأزمة، يضطر أصحاب السيارات إلى الاستيقاظ باكراً، والوقوف أمام المحطات منذ الصباح، منتظرين لوقت طويل فتح هذه المحطات أبوابها وتشغيل خراطيمها، على أمل التزوّد بحاجتهم من البنزين- ويأتي ذلك بعدما أصبحت أغلب هذه المحطات تتّبع سياسة فتح أبوابها لساعات قليلة في اليوم، ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، وعلى فترتين، ما يسبب ازدحاماً خانقاً، لا يخلو من وقوع إشكالات بين بعض السائقين من جهة، وبينهم وبين بعض أصحاب المحطات والعاملين فيها من جهة أخرى.
ولم تقتصر هذه الأزمة على طرابلس فقط، بل امتدت إلى كافة المناطق اللبنانية التي رفعت أغلب المحطات فيها خراطيمها، فيما فتح عدد محدود منها فقط أبوابه، ما جعل طوابير السيارات في مشهد غير مسبوق.
شادي هيلانة