فجّر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بعد ظهر أمس الثلاثاء تصريحات مدّوية أعلن فيها نية حزب الله شراء بواخر البنزين والمازوت من إيران وإدخالها إلى لبنان عبر مرفأ بيروت، قائلاً: “نحن حزب الله رايحين على ايران ونشتري بواخر بنزين ومازوت وجايبينها على ميناء بيروت وخلي الدولة تمنعنا!”.
أوساط سياسية معارضة لحزب الله اعتبرت لـ”الكلمة أونلاين”، أن “خطاب نصرالله أكد المؤكد بأن الحزب لا يعترف بوجود الدولة اللبنانية ولا يقيم لها وزنًا، وأصبح ضروريًا قيام جبهة معارضة سياسية – شعبية لإسقاط هيمنة حزب الله وإعادة القرار إلى الدولة اللبنانية حصرًا”.
وقالت الأوساط: “أي حوار يمكن إجراءه مع حزب لا يتعاطى إلا بلغة الإستقواء والتهديد والوعيد، وكيف يمكن للسيد نصرالله أن يحمل الدولة مسؤولية إنقطاع المحروقات في حين أن حزبه مسؤول مباشرة عن تهريب المحروقات والسلع الأساسية إلى سوريا عبر معابر غير شرعية يسيطر عليها مسؤولين نافذين في الحزب”.
واعتبرت أن “خطاب أمين عام الحزب يحتم على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إعلان إستقالته وتسليم مفاتيح قصر بعبدا إلى السفير الإيراني، لأن نصرالله يتصرف بصفته “مرشد الجمهورية” ووليها الفقيه”.
وقالت: “أعلن نصرالله أنه سيستورد المحروقات من إيران بالليرة اللبنانية وهذا أمر مستحيل في عالم التجارة، فكيف يمكن إستيراد سلعة إلى لبنان ودفع قيمتها بالليرة المحلية؟”، مشيرة إلى أن “هدف حزب الله من هذا الطرح هو أن إيران تعاني إقتصاديًا ونقديًا بسبب العقوبات الأميركية وباتت غير قادرة على دعم حزب الله بالـ fresh dollar، لذلك تريد إيران التوقف عن الدعم المادي وإستبداله بدعم حزب الله بالبنزين والمازوت ليقوم الحزب ببيعه في السوق المحلية (السوق السوداء)”.
في المقلب الآخر، أكدت مصادر مقربة من الحزب لـ”الكلمة أونلاين”، أن “السيد نصرالله بكلامه إنما يريد تعزيز منطق الدولة والإبقاء على إستمراريتها وقوتها من خلال تحدي العقوبات والذهاب إلى خيارات تنقذ البلد من الازمة الحالية، أما حالة الإنتظار والمراوحة وعدم المبادرة إلى فعل شيء فهو الذي يؤدي الى تآكل الدولة وضمورها يومًا بعد يوم”.
ولفتت المصادر إلى أن “إتخاذ موقف الحياد مما يجري والسكوت على هذا الهدم المتعمد للدولة والإستقرار العام خوفًا من الولايات المتحدة الأمريكية وعجزًا من قوى الداخل هو الذي يسبب إدخال البلد في دوامة الهشاشة والشعب في متاهة الإذلال، لذلك أن الإقدام على خطوات جريئة، حتى ولو كانت في نظر البعض غير دستورية ولا بد من توافق سياسي حولها، تعتبر ملحة ومطلوبة اليوم في ظل حالة التردي العام، بل هذه الخطوات هي التي تحمي الدولة من السقوط والمؤسسات من الذوبان”.
وأوضحت أن “السيد نصرالله لم تحدى الدولة كما يروج البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، بل طلب من الدولة المعنيين التصدي لكارتيلات الإحتكار والمافيات والسماسرة كي لا يتم اللجوء إلى البديل من أجل إنقاذ الناس”.
وكشفت المصادر نفسها، أن حزب الله يدرس إمكانية شراء المحروقات من إيران على نفقته الخاصة في حال لم تتجاوب الدولة اللبنانية ومصرف لبنان مع طرح الحزب لإنهاء أزمة الطوابير أمام محطات البنزين خوفًا من العقوبات الأميركية”، موضحة أن “القرار لم يُتخذ بعد بإنتظار ما ستقوم به الدولة اللبنانية بعد خطاب أمين عام الحزب”.