كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”: تفرض أزمة شحّ المحروقات وانقطاع الكهرباء وارتفاع فاتورة المولّدات نفسها على يوميات المواطنين حتى باتت شغلهم الشاغل، وبدأوا يبحثون عن البدائل في ظلّ الحديث عن تقنين قاسٍ سيفرض من شركة كهرباء لبنان نتيجة عدم إفراغ الفيول، وملاقاة أصحاب المولّدات لها في التقنين ورفع تسعيرة الإشتراك الشهرية.
يعدّ اهالي البقاع العدّة للإنهيار الشامل الذي بات شبه محسوم، بعد تعثّر مفاوضات تشكيل الحكومة وتعنّت بعض الأفرقاء في التمسّك بالحصص والمكتسبات، ويدفع المواطن الثمن من جيبه الخالي من الأموال ومن ودائعه التي يطمح أن يحصل على دفعة شهرية منها بالدولار، وهي حقٌ مكتسب. وفيما تظهر تداعيات الإنهيار أكثر وأكثر، وتختفي معها المحروقات وترتفع اسعار السلع الإستهلاكية بنسب تفوق سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بدأ أهالي البقاع التحضير للإرتطام الكبير بزخم أكبر عن السنة الماضية التي أعدّوا فيها المونة الشتوية، يزرعون الخضار في حقولهم وحدائق منازلهم، حيث نشطت الزراعة بشكل لافت. وعمد البقاعيون لا سيما أهالي القرى إلى زرع أصناف يستفاد منها في الشتاء كالبطاطا والبصل والبندورة، كلٌّ حسب مساحة أرضه وإكتفائه الذاتي، بعدما كانت تلك المزروعات حكراً على أصحاب المشاريع الكبيرة والمزارعين الكبار الذين يتحكمّون بالأسعار ويواكبون الإرتفاع الجنوني لها توازياً مع سعر صرف الدولار.
لا مولّدات إشتراك كهرباء في العديد من القرى البقاعية وخاصةً الحدودية منها، ويعتمد الأهالي فيها على كهرباء الدولة أو مولّدات بيتية صغيرة لقضاء الحاجة، وفيما توزّع الكهرباء على المناطق والأحياء وِفق مزاجية عمال الشركة في بعلبك، حيث لا يتعدّى تقنينها أكثر من أربع ساعات في اليوم لتخفّف العبء عن أصحاب المولّدات، تعاني العديد من المناطق والقرى تقنيناً قاسياً يصل إلى حدود الـ 20 ساعة يومياً، إضافةً إلى الأعطال التي قد تصيب الشبكة، كما حدث في قرى شرق بعلبك أخيراً وانقطعت الكهرباء لأكثر من ثلاثة أيام، ما أدّى إلى تضرّر الأهالي هناك، لا سيما في مياه الشرب التي تسحب من الآبار عبر مضخّات تعمل على الكهرباء، ناهيك عن العتمة الشاملة التي عانوا منها وبدأوا معها البحث عن البدائل في حال أعيدت الكرّة وزادت ساعات التقنين حدّ الإنقطاع.
المصدر: نداء الوطن