تراوح مفاوضات تأليف الحكومة مكانها فهي لا تزال في الدوامة نفسها المتصلة بعقدة الوزيرين المسيحيين التي تقود الى الثلث المعطل، وبالتالي فان كل الاجواء الايجابية، وفق المتابعين، ليست الا تبريدا للأجواء المشحونة، وبالتالي من غير الجائز الحديث عن توقيت معين او ربط مواعيد لولادة الحكومة، طالما ان اللقاءات والاتصالات لم تتقدم خطوة إلى الامام في مسار التفاوض مع التيار الوطني الحر الذي يتولى حزب الله التحرك تجاه رئيسه النائب جبران باسيل.
وفي هذا السياق، يُعقد لقاء اليوم بين باسيل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل والنائب علي حسن خليل، بحضور رئيس لجنة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، استبقه “التيار الوطني الحر” بالقول عبر مصادره”بأن عون وباسيل لن يسمحا للحريري بمد اليد على الحصة المسيحية”.
وتقول مصادر “المستقبل” ان “الرئيس المكلف يقابل الايجابية بايجابية وانفتاح من اجل مصلحة البلد، لكنه لن يقف متفرجا على عملية العرقلة المتعمدة من فريق سياسي ينتهج لعبة الابتزاز السياسي وشهر سيف التهديدات في وجه حلفائه قبل خصومه عند كل استحقاق يلامس مصلحته”.
وتضيف المصادر “ان “كتلة المستقبل” والرئيس المكلف” ينتظران اتصالات الايام المقبلة التي يجريها الرئيس نبيه بري والتي يفترض ان تبين مسار الامور قبل نهاية الاسبوع، خاصة وان مواقف الرئيس الحريري من الاعتذار او عدمه هي رهن اعلان الرئيس بري، اما نجاح مبادرته او سحب يديه من الملف الحكومي، علما ان مصادر” تيار المستقبل” تشدد على ان الخيارات الاخرى التي قد يلجأ اليها المستقبل قيد البحث، وليس دقيقا الحديث ان الرئيس سعد الحريري حسم خيار الاستقالة من البرلمان، فالموضوع لم يطرح كخيار اول يمكن اللجوء اليه في حال تعثرت المبادرة، خاصة وان الاستقالة ستكون موجهة ضد الرئيس نبيه بري ،في حين ان الاخير يلعب دور قبطان السفينة ويعمل على تدوير الزوايا “.
ووفق مصادر “المستقبل” فان ثمة من يريد التمسك بمصالحه ويعمل وفق حساباته الشخصية كما فعل في العام 1989 فرغم ان البلد في أخطر أزماته، فإن ما يقوم به العهد ضد الحريري أشبه بحرب الإلغاء التي خاضها الرئيس عون ضد “القوات اللبنانية “لكن محاولاته سوف ترتد عليه، وغدا لناظره قريب”.
المصدر: لبنان 24