في قراءة جديدة للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، قال المحلل الإسرائيلي سيث فرانتزمان إنّ تل أبيب خاضت حرباً متعددة الجبهات. وأوضح فرانتزمان في تقريره المنشور في صحيفة “جيروزاليم بوست” أنّ إيران بعثت رسائل إلى “حزب الله” في لبنان و”حماس” في غزة في الأيام التي سبقت اندلاع المواجهات، لافتاً إلى أنّ الحركة كانت على تواصل مع الحزب بحلول الوقت الذي اندلع فيه النزاع.
وتابع فرانتزمان بالقول إنّ المجموعات المسلحة العراقية الموالية لإيران والحوثيين المدعومين إيرانياً في اليمن كانوا أيضاً مهتمين بالمشاركة في الحرب. وإذ كتب فرانتزمان: “لا يُعرف الكثير حول ما فعله الحوثيون و”حزب الله” خلال الحرب الممتدة بين 10 و22 أيار”، أكّد أنّ المجموعات المسلحة الموالية لإيران في العراق بعثت رسائل كثيرة.
وتابع: “إضافة إلى ذلك، اتهمت إسرائيل إيران بإرسال طائرة من دون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي في 18 أيار. وقد جاءت المسيرة إمّا من سوريا أو العراق“، مضيفاً: “إذا كانت قد أُطلقت من العراق، فيمثّل ذلك تطوراً كبيراً”.
فرانتزمان الذي ذكّر بإطلاق الصواريخ من لبنان، تناول تقارير تطرقت في كانون الثاني الفائت إلى فرضية استخدام الحوثيين مسيرات في إيران قادرة على ضرب إسرائيل. كذلك، تناول فرانتزمان تصريحات قياديي “حماس” الذين أكدوا أنّ الحركة قادرة على كسر الحصار المفروض على القطاع بعد العدوان الأخير.
في السياق نفسه، اعتبر فرانتزمان أنّ طبيعة الحرب المتعددة الجبهات تؤكدها رسائل نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب أخرى نُشرت على الانترنت. وهنا، تناول الكاتب ما جاء في صحيفة “الأخبار” التي أكّدت العام الفائت حصول لقاء بين رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” صالح العاروري (آنذاك) والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في لبنان. كما ذكّر الكاتب بما كشفته “الأخبار” لجهة أنّ الحوثيين طلبوا من “حماس” “إحداثيات أهداف إسرائيلية” خلال العدوان، مشيراً إلى أنّ الحوثيين طلبوا إشراكهم في القتال وأعربوا عن استعدادهم لدعم “حماس“.
عراقياً، تناول فرانتزمان ما تردد عن لقاءات بين حركة “حزب الله-النجباء” وممثلين عن “حماس” و”الجهاد الإسلامي“.
وبناء على هذه المعطيات، كتب فرانتزمان: “هذه التقارير تمثّل الدلائل الأولى إلى أنّ الحرب كانت متعددة الجبهات على مستوى مراحل التنظيم والتنسيق”، مضيفاً: “وربما استخدمت إيران هذا النزاع كاختبار لعمليات أخرى متعددة الجبهات في المستقبل”.
ترجمة لبنان24