يرى اقتصاديون سوريون، أن بدء تراجع سعر صرف الليرة السورية وتراجع قيمة التداولات بالبورصة السورية “المؤشر الحقيقي” على مخاوف استمرار بشار الأسد بالسلطة.
واعتبروا خلال تصريحات لـ”العربي الجديد” أن خيبة الشارع السوري كبيرة، جراء استمرار رئيس النظام السوري بلغة “التحدي وإقصاء السوريين” خلال خطابه بعد فرز الأصوات، وعدم طرحه أي برنامج للسنوات المقبلة، ما يعني برأيهم، استمرار التجويع والحصار وبالتالي تهاوي الاقتصاد وسعر صرف الليرة.
ويقول المحلل علي الشامي، إن عودة إيران بقوة بعد الانتخابات، زادت من مخاوف السوريين من استمرار الأزمة، فالشركات الإيرانية تبرم الاتفاقات اليوم خلال تفردها بملتقى الشركات ورجال الأعمال السوري الإيراني المنعقد الآن بدمشق.
وأضاف الشامي أن المناخ السائد لدى قطاع الأعمال والأسواق السورية هذه الفترة، هو المخاوف من استمرار الهيمنة الروسية والإيرانية، بعد مباركة الدولتين “انتصار الأسد” ورفض دول العالم جميعه “مسرحية الانتخابات” ما يعني استمرار الحصار ووقف إعادة الإعمار ومعاناة السوريين.
استمرار التراجع
وفي حين لم تزد مجمل قيمة تداولات سوق دمشق للأوراق المالية خلال الاسبوع الماضي عبر ثلاث جلسات عن 261 مليون ليرة سورية “نحو 79 ألف دولار”، تراجع سعر صرف الليرة السورية من 3100 ليرة مقابل الدولار، قبل إعلان نتائج الانتخابات أول من أمس، إلى 3300 ليرة للدولار الواحد اليوم الأحد.
وحول الأسباب الاقتصادية لتراجع سعر صرف الليرة السورية، يضيف الشامي أن توقف ضخ الدولار الذي رأيناه خلال شهر رمضان والذي وصل إلى نحو 10 ملايين دولار يومياً، تراجع بشكل كبير بعد عيد الفطر، كما أن استمرار استيراد القمح والمشتقات النفطية يزيد من سحب العملة الأميركية من الأسواق، لأن المصرف المركزي خاوية خزائنه.
بالمقابل، يضيف المحلل السوري، أنه لا يوجد أي رافد للعملات الأجنبية للسوق السورية، سواء من السياحة أو التصدير، بل على العكس، يزيد عجز الميزان التجاري ولا يجد النظام لردم فجوته، سوى تصدير غذاء السوريين.
ولم تجد تحركات المصرف المركزي بدمشق نفعاً، بحسب مراقبين، بعد عزل الحاكم السابق حازم قرفول، سواء برفع سعر الدولار الرسمي والحوالات الخارجية بنسبة 100%، أو حتى نشر “الأكاذيب” بأن الدولار بالسوق السوداء مزور، فعاودت الليرة التراجع بعد أن تحسنت بنحو 40% خلال الشهر الماضي، جراء التحويلات الخارجية والتشدد الأمني.
ويذكر أن العملة السورية التي لم يزد الدولار مقابلها عن 50 ليرة عام 2011، تهاوت من 900 ليرة مقابل الدولار مطلع عام 2020 إلى 2800 ليرة آخر يوم في العام الماضي، ثم واصلت التدهور لتقترب من 5000 ليرة منتصف آذار/مارس الماضي، قبل أن تتحسن خلال الشهر الماضي وتبدأ بالتراجع بعد انتخاب بشار الأسد.