كتب شادي هيلانة في “سكوبات عالمية“:
الغريب في الامر ان السياسيين، واصوات داعمة لهم، وكانت عالية الى حدٍ كبير في دعم مطالبهم في التغيير، علماً ان كثيرا منهم متهم بالفساد، ومنهم من شارك في قمع التظاهرات، رغم اعتبارها في البداية ثورة ضد الفساد والفاسدين، لكن واقع الحال يقول انهم الفساد واساسه.
من كان يبكي على البلاد، ويقذف بالاتهامات على الآخرين شرقاً وغرباً، ويصرخ بأعلى صوته ضد الحكومة ويتهمها بالفشل نهاراً، كان يتآمر عليهم في جنح الظلام ليلاً، يدعو الى تغيير الحكومة صباحاً، ويتقاسم الوزارات والمناصب العليا مساءً.
يركبون كل موجٍ قادم صوبهم، يعزفون للفقير على وتر الاصلاح، ويرقصون على جراحاته بالحان الفساد، يبكون على البلاد ويضحكون بوجه السارق، يحرسون مع الراعي، ويأكلون مع الذئب، مصالحهم ومصالح احزابهم فوق كل شيء، وآخر ما يفكرون به هو المواطن الذي بقي اسيراً لمنظمومتهم.
لا نحتاج الى السؤال عن هؤلاء، فقط تابع تصريحاتهم، ستجدهم يتهمون الجميع بالفساد وينزهون انفسهم، يصفون الكل بالخونة، ويتهمونهم بالشيطنة ويجعلون من انفسهم ملائكة، افعالهم خير شاهد على خيانتهم، فصلوا قانون الانتخابات على مقاسهم، ما هو الا مشروع قد اسسوا جذوره مسبقاً، ليكون بوابة للفساد في الانتخابات القادمة، فالذهاب للتأجيل اصبح صداه مسموعاً في الاروقة الجانبية، ما هي الا لعدم اكتمال ادوات مشروعهم.
يظهرون اليوم انهم من المطالبين بتشكيل حكومة انتقالية عملها الانتخابات وتناسوا الاصلاح والازمات وفقر الحال والجوع، ويدعون لانتخابات مبكرة، اذاً ما الداعي لتأجيل الانتخابات؟!
فالدولة صرحتّ بأن لديها الامكانيات واللوجستية، والقدرة الامنية على ادارة العملية الانتخابية، اذاً ماسبب الدعوات للتأجيل السرية؟ وما الحاجة للاجتماعات خلف الكواليس لذلك؟
من يمتلك الشجاعة الكافية، عليه ان يخرج الى الاعلام، امام اللبنانيين ويطرح الاسباب والمبررات، ويقنع الشارع بذلك، ولا يختبئ كالثعلب ليغدر بفريسته.
فما جلبتموه للبنان يكفي، لقدّ رميتموه في وادٍ عميق، في ليلةً ظلماء لا نور فيها يهتدى به، جعلتم المواطن لا يشعر بوطنه، ولا يتأثر لما يجري لبلده، اكلتموه لحماً ورميتموه عظماً.
شادي هيلانة