ات مصير لبنان معلقا ما بين الانهيار الحتمي وتفكك الدولة من ناحية، وبين إتفاق اهل السلطة على تشكيل حكومة تعمل على تنظيم الارتطام الكبير من الناحية الأخرى، فيما تغيب عمدا كل خطط إصلاح مرجوة طالما ان اهل الداء لا يصنعون الدواء حكما.
في هذا الإطار، يؤكد احد العاملين على خط الاتصالات الجارية بأن تشكيل الحكومة الموعودة لا يكلف اكثر من 5 دقائق في حال عمد الرئيس سعد الحريري إلى تقديم نسخة منقحة ومضافة ومعدلة من التسوية السياسية التي اوصلت الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة.
هذا الجانب، لا يحجب بروز عقبات اساسية مؤخرا على خط بكركي وكليمونصو وحتى عين التينة على الرغم من إمكانية تجاوز هذا الارباك فور البت بالتشكيلة الوزارية وظهورها إلى العلن.
والملفت في هذا السياق إشارة من قصر بعبدا تمثلت بإرسال “ورقتين” إلى بكركي وفق مبدأ ملء الخانة المناسبة في استحضار أشكال دستوري مع الرئيس المكلف. وكما المحاولة الأولى مع الدرّاج، يبدو أن فريق بعبدا يسعى الى دق اسفين سياسي، اذا امكن، بين الحريري والبطريرك الراعي ما يظهر الحريري بصورة العاجز عن تشكيل الحكومة وإعادة طرح سحب التكليف من جديد.
في غضون ذلك، ما لا يدركه اهل الحكم في لبنان هو فقدان الثقة بقدراتهم على إدارة بلد امعنوا بتدميره عشرات السنوات، والأهم بأن من اوصله إلى هذا الحال، وبغض النظر عن تقاذف الاتهامات، لا يمكنه تقديم حلول، ولعل انكفاء الدول عن مساعدة لبنان مرده للاحباط من هذه السلطة السياسية وأدائها.
على أن الإشارة الفرنسية في استقبال قائد الجيش بالغة الأهمية في هذا المجال، ما يحتم التعامل معها على أنها مؤشر لتحييد المؤسسة العسكرية قدر الإمكان كونها الضمان الوحيدة بعد نهج تدمير المؤسسات، فيما يشهد القضاء اللبناني “جرصة حقيقية” جراء ممارسات شعبوية ومسلكيات ادت إلى خسائر فادحة سبقها في ذلك تدمير القطاع المصرفي.
بالعودة الى الشأن الحكومي ، تبدي الأطراف المعنية شكوكا في نجاح مسعى الرئيس بري رغم اتصالاته التي تتسم بالحسم والصرامة. وينقل متابعون عن “ابو مصطفى” بأن أبواب الخارج موصدة، فيما نوافذ الجحيم باتت مفتوحة أمام اللبنانيين مع شح المحروقات ونفاد الأدوية، غير ان العبرة بالنتيجة فيما الجوع لا يرحم وهو بات ضيفا مقيما في بيوت اللبنانيين.