كتب محمد ناصرالدين في موقع: “سكوبات عالمية”
ما عاد يخفى الاّ على الغبي أن الموجة السياسية في لبنان ليست إلاّ إقليمية المنشأ. و أن أي انفراج إقليمي هو حتمي و ضروري لإضافة الكثير من النقاط المفقودة في السياسة الداخلية اللبنانية .عَبَثَ الإقليم و محاوره بلبنان و وحدته المنشودة. الأمر ليس بهذه السرية حيث اعترف زعيم كبير احزاب لبنان بتمويل و توجيه خارجي بحت! و غيره كثيرون ممن تختار السفارات مهامهم. فَرِضا الخارج هو أولى المهام التي يبتغيها زعماء لبنان و سياسييه.
تعتبر أزمة ” الفراغ الحكومي “هي أم الأزمات التي يعاني منها وطن الأرز في الآونة الأخيرة، أزمة تعكس جلياً “عدم أهلية ساسة لبنان و أنانيتهم”. أزمة افرزت تراجعاً حاداً في الاقتصاد اللبناني و فضحت ثغرات المصرف المركزي و سياساته الملغومة.
عند البحث عن حلول للملف الحكومي العالق يبدو واضحاً أن أي تقارب سعودي-إيراني من شأنه أن يجعل الملف أقل تشعباً و أكثر سلاسة، كيف لا و حزب الله اهم المكونات اللبنانية ينتظر إشارة إيرانية لفتح قنوات مساعيه. إشاراة مرهونة بشعور طهران بمزيد من الارتياح على المستوى الإقليمي. ناهيك عن الصلة التاريخية بين آل الحريري و العائلة السعودية المالكة التي تطلب فتجد سعد ملبياً!
ما كان سهواً تجنب ذكر اسم جبران باسيل كأحد أطراف الصراع الحكومة ، حيث أصبح باسيل بعد تعرضه لعقوبات أمريكية “كالعصا في العجلات” لا فائدة منه سوى في العراقيل، يتعامل و الملف الحكومي و كأنه “معركته الأخيرة”.
تقارب إن حصل، بين دولتين عاشتا لفترة مديدة صراعاً اقتصادي، ايديولوجي و عسكري ، ستكون فوائده على شعوب المنطقة لا تعد ولا تحصى، كيف لا و التناحر بين هاتين الدولتين أفرز ويلات و حروب أعاقت المنطقة و أراقت الدماء و الأحلام.