الافق اللبناني المقفل على الحلول سياسيا وماليا مستمر على ظلامه، لابل يزداد في كل يوم سوادا وينذر بقلق شديد الخطورة تؤشر اليه الساحات وما تشهده من تحركات مطلبية تستعد الاتحادات النقابية الى تعميمها على المحافظات والمناطق من جهة، وما تعده الهيئات والجمعيات الثورية من جهة ثانية التي بدأت تستعيد دورها ونشاطها على الارض نتيجة لا مبالاة اهل السلطة والمسؤولين لمطالبها بالتغيير ووقف الهدر في الادارات والمؤسسات العامة .
وعلى رغم هذه المشهدية المأساوية التي تحكم الواقع اللبناني الميؤوس منه محليا وخارجيا، يبقى من يراهن على امكانية نجاح المساعي المبذولة من قبل كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في دفع عملية تشكيل الحكومة الى الامام واخراجها من عنق الزجاجة سيما وان بري أكد أكثر من مرة ان الازمة الحكومية هي من “عندياتنا” وعاد امس وقال “سوس الخشب منو وفيه”. علما ان هناك كلاما شبه مؤكد لاوساط ديبلوماسية متابعة يتوقع توجه الرئيس المكلف سعد الحريري مجددا الى بعبدا عما قريب حاملا صيغة وزارية وفق معايير تحظى بقبول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وذلك في ضوء ما يكون قد مهد اليه كل من الراعي وبري وحزب الله وامينه العام تحديدا السيد حسن نصرالله الذي دخل على الخط المتصل ببعبدا وعمل على توفير القناعة اللازمة لتسهيل الولادة الحكومية المتعثرة.
اما وفي حال عدم نجاح هذه الخطوات المحلية، تضيف الاوساط، من البديهي ان تبقى الاوضاع برمتها في البلاد معلقة في انتظار لقاء القمة الذي يعقد بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف في السادس عشر من شهر حزيران المقبل الذي سيتناول في البحث الازمة السورية والحلول المتوخاة لها والذي لا بد ان يكون الملف اللبناني فارضا نفسه على طاولتهما نظرا للترابط القائم بين الملفين والتحضيرات التي اجرتها موسكو لحل الازمة السورية بتشعباتها وهي التي كانت قطعت للبنان كما لدول الجوار الكثير من الوعود باعادة النازحين الى بلادهم في الاشهر المقبلة وقبل حلول فصل الصيف تحديدا.