كشف تقرير جديد صادر عن وزارة الدفاع الأميركية أن حركة طالبان صعّدت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، هجماتها ضد الشعب الأفغاني، وحافظت على علاقات وثيقة مع القاعدة وخططت بنشاط لهجمات واسعة النطاق.
فقد أوضح التقرير الصادر حديثا عن مكتب المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية، أن هذا التصعيد الطالباني يأتي تزامناً مع فشل محادثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية في إحراز أي تقدم، وفق ما نشر موقع NBC News اليوم الأربعاء.
كما أضاف أن الهجمات التي شنتها طالبان في الربعين الأول والثاني من العام الحالي، ظلت أعلى من المتوسط على مرّ تاريخ الحركة، حيث تمّ الإبلاغ عن 11551 هجوماً في هذا الربع و10431 في الربع الأخير. وأوضح أن الهجمات على مدى الأرباع الثلاثة الماضية كانت في أعلى المستويات منذ بدء عملية Operation Freedom Sentinel في يناير 2015، ما يشير إلى أن طالبان كثفت هجماتها ضد قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية بعد توقيع الاتفاق مع الأميركيين في فبراير 2020.
تعزيز العلاقة مع القاعدة
إلى ذلك، كشف التقرير أن تنظيم القاعدة يواصل الاعتماد على طالبان في الحماية وأن العلاقات بين المجموعتين قد تعززت، وفقاً لمعلومات من وكالة استخبارات الدفاع.
في موازاة ذلك، نفذت قوات الأمن الأفغانية عمليات هجومية ضد طالبان، لكن وكالة المخابرات الدفاعية أفادت أن الهجمات لم تحقق أي شيء ذي قيمة استراتيجية.
واستشهد تقرير المفتش العام بتقييم وكالة المخابرات الدفاعية بأن تهديدات طالبان باستئناف الأعمال العدائية ضد قوات التحالف إذا لم تنسحب بحلول الأول من مايو كانت ذات صدقية. وأشار إلى أن طالبان كانت على الأرجح سترد بنيران غير مباشرة وتفجيرات انتحارية وهجمات بالسيارات، بالإضافة إلى العبوات الناسفة.
وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي نشر في يونيو من العام الماضي، كشف أن طالبان لا تزال تتمسك بروابط صلة متينة مع القاعدة، وأضاف أن الحركة تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما.
استراتيجية طالبان
كما ذكّر التقرير بتحليل صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية، أفاد بأن الاستراتيجية العسكرية لطالبان في الفترة الواقعة بين الأول من يناير حتى 31 مارس، اعتمدت على الاستعداد لهجمات واسعة النطاق. وأضاف أن الهجمات استهدفت مراكز المقاطعات، بالإضافة إلى هجمات معقدة ضد قواعد قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية.
إلى ذلك، أشار إلى أنه في الشهرين الأولين من عام 2021، حاصرت طالبان عواصم مقاطعات بغلان وهلمند وقندهار وقندوز وأوروزغان لإعداد الهجمات، واستمرت في اغتيال موظفي الحكومة ومسؤولي الأمن والصحفيين.
انسحاب أميركي
يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت أعلنت الشهر الماضي، أن جميع القوات الأميركية ستغادر أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، وذلك بعد أربعة أشهر من الموعد النهائي في الأول من مايو الذي حددته اتفاقية السلام بين إدارة ترمب وحركة طالبان العام الماضي.
ووفقاً للقيادة المركزية الأميركية، اكتملت 13 إلى 20% من عملية الانسحاب التي بدأت في الأول من مايو، وغادرت أفغانستان ما يقرب من 115 طائرة شحن مع معدات وأفراد. كما سلمت الولايات المتحدة خمس قواعد إلى وزارة الدفاع الأفغانية.
المصدر: العربية