بقلم عمر الراسي – وكالة “أخبار اليوم”:
“على الرغم من اشتداد الازمة والمبادرات الداخلية والخارجية والتلويح بالعقوبات… الا ان ملف تأليف الحكومة ما زال يواجه الفشل ويغرق في جمود عميق… والمسؤولية هنا لا تتوقف على جهة واحدة معنية بالتأليف، ولكن هناك مسؤولية كبيرة تقع على الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يفترض به ان يستنبط الحلول اكثر من الآخرين، بحسب مرجع سياسي واسع الاطلاع، الذي اعتبر – عبر وكالة “أخبار اليوم”- انه بغض النظر عما اذا كان يستطيع
التأليف ام لا، او اذا كان حزب الله لا يريد حكومة في الوقت الراهن انطلاقا من اعتبارات اقليمية، والعديد من الاسباب التي يشار اليها في السرّ والعلن… الا ان من واجب رئيس الحكومة المكلف ان يعمل ليل نهار في محاولات متكررة لانجاز مهمة التأليف وبالتالي مطلوب من الحريري ان يقوم بحركة سريعة لاخراج الوضع الحكومي من الجمود بغض النظر عن النتيجة.
وقال المرجع: لا يجوز ان يقفل الحريري على نفسه في بيت الوسط، او ان يغيب عن بيروت، في وقت البلد بلا حكومة ويعاني من اوضاع خطيرة معيشية واقتصادية على اكثر من مستوى قد تنفجر امنيا في اي لحظة، مشددا على ان ليس مطلوبا منه لا التنازل او التمسّك، بل ان يجري المفاوضات وعلى ضوئها يبنى على الشيء مقتضاه.
وهنا، دعا المرجع الرئيس المكلف الى الاعلان امام الرأي العام عن الاسباب الحقيقية والعقابات التي حالت دون التأليف على الرغم من مرور نحو سبعة اشهر على التكليف، قائلا: عليه ان يسمي المعرقل والمعطل، فلا يمكنه فقط اتهام الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل وحدهما، في حين “يعتّم” على آخرين في هذا المجال!
ورأى المرجع ان الحريري امام ثلاث خيارات: البقاء مكتوف اليدين والتفجر على الانهيارات المتتالية، الاعتذار، او التحرك والمبادرة من خلال العودة مجددا الى المشاورات النيابية غير الملزمة وكأنه كلف بالامس، وتقييم الوضع والرؤية للحكومة مع النواب والكتل النيابية ورؤسائها! من خلال هكذا اجراء يتخطى الفيتو الذي وضعه على نفسه بعدم اللقاء مع باسيل، وبالتالي فليحصل هكذا اجتماع وعندها يظهر ما اذا كان نافعا ام لا! مع العلم انه ليس تنازلا بل من واجب الرئيس المكلف ان يبحث عن الحلول.
واضاف المرجع عينه: على ضوء المشاورات مع الكتل، يقوم الحريري بزيارة الى رئيس الجمهورية لعرض النتائج تمهيدا للاتفاق على صيغة حكومية حيث يضع تشكيلة جديدة ويقدمها الى عون…
وقال المرجع: صحيح ان عون عبّر امام زواره وفي مجالسه الخاصة انه لا يريد عودة الحريري الى رئاسة الحكومة في عهده، ولكن على الرئيس المكلف الا يتوقف عند هذا الكلام، بل عليه ان يتحرك انطلاقا من ان مجلس النواب قد كلفه بتأليف الحكومة، ولا يستطيع لاحد ان “يهزه” من موقعه.
وماذا عن جولاته الخارجية التي مدته بالدعم، اجاب المصدر: لم تأت بنتيجة، لذا عليه ان يتحرك داخليا بغض النظر عن النتيجة، بمعنى ان “بالحركة بركة”، اذ عليه ان يقوم بمحاولات عدة، فلا يقتصر التأليف على تقديم صيغة وحيدة والتوقف عندها.”