تندرج قراءة سوداوية لمسؤول كبير حول مستقبل الوضع في لبنان خلص فيها الى القول: مع القطيعة القائمة بين عون والحريري لا امل بأيّ فرج، المستقبل اسود ولا ارى فيه سوى العتمة ويغمرني خوف شديد من انحدار الامور الى ما هو اسوأ واخطر مما نعيشه في هذه الايام.
ومبعث خوف المسؤول الكبير متأتٍ من مصدرين: الأول، هو المدى الكارثي الذي بلغته الازمة والذي قد يصل في وقت ليس ببعيد الى حد يستعصي على اي علاج. والثاني، تطورات الوضع في فلسطين المحتلة التي تهدد نارها بالتمدد الى كل المحيط، وفي مقدم ذلك لبنان الذي يعد الخاصرة الاكثر رخاوة في كل المحيط.
واذا كانت الازمة الدخلية تستوجب، كما يقول المسؤول عينه، تشكيل حكومة للبدء بعملية الانقاذ، فإنّ التطور الثاني يستدعي اكثر فأكثر
الاقدام فوراً على تحصين الداخل على كل المستويات، ويأتي في مقدمة ذلك تشكيل حكومة تكون على جهوزية تامة لمواجهة اي طارىء.
وبالتالي، فإنّ ما يجري في فلسطين مفتوح على شتى الاحتمالات، وهذا سبب اضافي محفّز للبنانيين على محاولة الاستفادة من هذا الظرف وتمرير حكومة تمسك بزمام البلد في هذه المرحلة القاتمة، والا فإننا قد نصل مع وضعنا المعطّل الى مرحلة يوضع البلد فيها في عين العاصفة الخارجية الى جانب عاصفة الازمة الداخلية، وتفلت الامور من ايدينا نهائيا ويدخل بلدنا حقبة جديدة لا افق لها.