المصدر: International Scopes – خاص سكوبات عالمية | شادي هيلانة
تمثل قضية حي الشيخ جراح بالقدس، عنصراً مهماً ساهم في إشعال الموقف في الوقت الحالي، إذ يسود التوتر في صفوف الفلسطينيين منذ بداية شهر رمضان، كما شارك ناشطون فلسطينيون وأهالي حي الشيخ جراح، في احتجاجات متواصلة، اعتراضاً على إخلاء محتمل لمنازل سكان في الحي لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية.
فالسؤال الأساسي ماذا الذي يحدث، وما هي أسباب اندلاع هذه الأحداث التي تبدو مركبة ومعقدة ومتداخلة، ولماذا حدث التصعيد في شهر رمضان تحديداً؟
اذ يرى مراقبون أن قضية حي الشيخ جراح جاءت لصالح بنيامين نتانياهو، في الوقت المناسب، اولاً: ان الرجل يسعى لتثبيت نفسه والبقاء في منصبه، خاصة بعد أن كان قد فشل في جهوده لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، في وقت يواجه فيه تهماً بالفساد، قد تدخله إلى السجن، في حالة لم يبق في منصبه، ومن ثم فإنه يفعل كل ما بوسعه كي يثبت للإسرائيليين أنه الرجل القوي القادر على ضبط الأمور.
ثانياً : انّ دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ فترة تحاول تغير الوضع الديمغرافي والجغرافي بمدينة القدس.
عبر استيلاء المستوطنين الإسرائيليين على منازل العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح وسرقتها برعاية وحماية شرطة وجيش الاحتلال، الأمر الذي أدى لمواجهة حتمية بين المحتل وأبناء الشعب الفلسطيني.
وثالثاً : انّ كل التطورات والأحداث تأتي فى سياق محاولة الاحتلال بسط سيطرته على المدينة، والعمل على تهويدها وإنهاء أي وجود عربي إسلامي ومسيحي فيها.
ونرى امام كل تلك الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وأمام جرائمهم المتواصلة والتي هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية – فالعملية برمتها “تطهير عرقي” بإمتياز!
في الخُلاصة، على المجتمع الدولي في ظل هذه التطورات الأخيرة انّ يتحمل مسؤولياته الكاملة لوقف العدوان على أهل وشعب فلسطين – ومقدساتنا ورموزنا المسيحية والاسلامية وتوفير الحماية الدولية لشعب يدافع عن حقوقه المشروعة ووجوده في أرض وطنه.
شادي هيلانة