تكشف مصادر خاصة من العاصمة السورية دمشق أن “النظام السوري يروج شائعة عن وجود الدولارات المزورة بالسوق، بهدف تخويف السوريين من شراء الدولار”.
وأضافت المصادر، خلال اتصال مع “العربي الجديد”، أن تداول العملات الأجنبية بأسواق “المرجة والحريقة” في دمشق قد تراجع بأكثر من 90% عما كان عليه قبل صدور المراسيم من البنك المركزي والملاحقات الأمنية، ويتم تبديل العملة اليوم “خلسة وفي المنازل” ولكن سمح النظام لبعض الشركات المحسوبة عليه بتسليم الحوالات للتجار والصناعيين، بالعملات التي يريدونها.
وكان مصرف سورية المركزي قد حذّر أمس الأول من شراء القطع الأجنبي من السوق السوداء، لكشفه كمية كبيرة مزورة منه أثناء تسديد مواطنين مبالغ مترتبة عليهم، داعياً في بيان اطلع عليه “العربي الجديد” إلى الامتناع عن شراء القطع الأجنبي من السوق السوداء واللجوء إلى المصارف وشركات الصرافة للحصول على حاجتهم من العملة الخضراء.
ويقول أستاذ النقد مسلم طالاس إنّ المصرف المركزي يتحمل المسؤولية عن إعلانه عن وجود كميات من العملات الأجنبية المزورة في السوق، لأن وظيفته، في الحالات العادية، حماية المنظومة المالية النقدية في البلاد ومن ثم مصالح المواطنين، لكن مسيرة البنك المركزي السوري الأمنية أكثر منها الاقتصادية “تجعلني أشك في أن هدف الشائعة واحد من احتمالين”.
ويضيف طالاس لـ”العربي الجديد” أن الاحتمال الأول هو الاتفاق مع بعض الصرافين للحصول على كميات من العملات الأجنبية بأسعار منخفضة من خلال بث الرعب في السوق، والاحتمال الثاني هو إفلاس ويأس القائمين على البنك المركزي من قدرة الإجراءات النقدية والأمنية على الحفاظ على سعر الليرة على حدود 1 دولار = 3000 ليرة وعودة الليرة إلى مسيرة الهبوط بين يوم وآخر، لذلك لا بأس من اللجوء إلى الشائعة لبث الرعب بين الناس ودفعهم لبيع ما يمتلكونه من عملات أجنبية بغرض دعم قيمة الليرة إلى حين.
وعن توقعاته لسعر صرف الليرة السورية التي تراجعت اليوم إلى نحو 3200 ليرة مقابل الدولار عن سعر أمس 3150 ليرة، يقول المتخصص طالاس: “في النتيجة ليست هناك قوة في العالم ستمنع الليرة من الهبوط ثانية، إلا إن حدثت تحولات سياسية جذرية في المشهد السوري بما ينبئ بعودة عجلة الاقتصاد للدوران، لأن محددات سعر الصرف، من إنتاج وتصدير وسياحة، جميعها مفقودة في سورية اليوم”.
ويذكر أن النظام السوري بدد كامل الاحتياطي النقدي الدولاري الموجود بالمصرف المركزي، والمقدر بنحو 18 مليار دولار عام 2011، كما أن سعر الليرة السورية تحسن خلال الشهر الأخير بنحو 40% بعد أن هوت خلال شهر آذار/ مارس، إلى نحو 4500 ليرة للدولار، في حين لم يزد سعر الدولار عام 2011 عن 50 ليرة سورية.
المصدر : العربي الجديد