كتب عمر الراسي في وكالة أخبار اليوم:
حسابات حقل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم تتطابق مع حسابات البيدر اللبناني… وبالتالي ماتت المبادرة الفرنسية سريعا، ان لم نقل انها ولدت ميتة!
واشار مصدر سياسي مواكب لاتصالات التأليف ان تلك المبادرة ولدت من حسابات ماكرون الانتخابية – السياسية، وهي بالتالي فرنسية بحت تتعلق بمصالح فرنسا والتي تتماهى مع الايرانيين ولا تتطابق مع المتطلبات اللبنانية.
وفي هذا السياق، ذكر المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الجميع يعلم ان الرئيس ميشال عون والفريق الرئاسي لا يريدان الرئيس سعد الحريري على رأس حكومة يفترض ان تكون الاخيرة لهذا العهد، في حين ان حزب الله وافق على التكليف الامر الذي لا يعني بالضرورة موافقة على التأليف! انطلاقا من ان الحزب لا يمكنه ان يقفز فوق عدد النواب الذين سيسمون الحريري… وبالتالي علق التأليف عند وضع العصي بالدواليب.
وقال المصدر: بالنسبة الى الجانب الفرنسي فانه لم ينظر بميزان العدل في الازمة الحكومية، وهو بات يضع الجميع في نفس السلة، الامر الذي ارخى بظلاله سلبا على المشاورات ، الامر الذي جعل من اعتذار الحريري كطرح على الطاولة.
واضاف المصدر: هذا “الاعتذار” ايضا ادى بدوره الى معطيات جديدة، برزت في الساعات الاخيرة، وفتحت قنوات المساعي التي يقوم بها كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري ، كونهما يتمسكان بالحريري.
وكشف المصدر ان الاتصالات الليلية مع بيت الوسط افادت ان الحريري وضع فترة زمنية حُددت بعشرة ايام، خلالها من المفترض ان “يدوب الثلج ويبان المرج”. لكن اذا كان الخيار نحو الاعتذار فانه لن يكون هدية مجانية، بل على العكس، فان الحريري يحضّر لعقد مؤتمر صحافي، حيث سيخرج عن صمته وسيفضح كل المستور منذ لحظة التكليف!
وهل اتصالات بري – جنبلاط، ستؤدي الى ولادة الحكومة، اجاب: الحكومة لن تقدم ولن تؤخر، حتى ولو تألفت لا شيء يمكن ان يتبدل في واقع الحال، لا من ناحية الاموال ولا المساعدات، حيث ان الثقة الدولية بالتركيبة الحاكمة قد سقطت بشكل تام. واضاف: البلد تخطى مشكلة تأليف الحكومة، واصبح في مكان آخر، انه في المرحلة الانتقالية على قارعة الطريق او على ضفة النهر، بانتظار مرور موكب التسوية الايرانية بين واشنطن وطهران، الذي لا بد من ان يشمل امرين لهما انعكاسهما على الساحة اللبنانية: معالجة الاذرع الايرانية في المنطقة ومنها حزب الله، تحديد الثمن لبقاء بشار الاسد في الرئاسة السورية!
وختم: في حال لم يحصل التقدم على هذا المستوى فان الامور ستتجه الى غليان كبير.